180

فیض خاطر

فيض الخاطر (الجزء الأول)

ژانرها

كان القدماء يفهمون من «الكيمياء» الإكسير المنشود الذي إذا عثر عليه وأضيف إلى الزئبق أو الفضة بكمية محدودة، تحت حرارة معينة، انقلب الزئبق أو الفضة ذهبا إبريزا.

وليس يعنينا هنا أن نبين ما أنفق الناس من جهد في الوصول إليه ثم لم يصلوا، ولا ما أنفقوا من مال وزمان في سبيل العثور عليه ثم لم يعثروا، ولا ما ملئت به كتب الفلسفة الإسلامية من جدل في إمكان ذلك أو استحالته.

إنما يعنينا هنا أن نقول: إن العلماء والأدباء نقلوا استعمال هذه الكلمة إلى المعاني بعد أن كانت مقصورة على المادة؛ فسمى «الغزالي» كتابا من كتبه «كيمياء السعادة» يعني بذلك الإكسير الروحي الذي إذا عثر عليه إنسان حظي بالسعادة.

وقد استعملها ابن الرومي استعمالا ظريفا في معنى قريب من هذا، فقال يهجو أبا الصقر:

عجب الناس من أبي الص

قر إذ ولي - بعد الإجارة - الديوانا

إن للجد كيمياء إذا ما

مس كلبا أحاله إنسانا

يفعل الله ما يشاء كما شا

ء متى شاء كائنا ما كانا •••

صفحه نامشخص