فوات الوفيات

ابن شاکر کتبی d. 764 AH
167

فوات الوفيات

فوات الوفيات

پژوهشگر

إحسان عباس

ناشر

دار صادر

شماره نسخه

الأولى

محل انتشار

بيروت

إلا وبالغت في قضائها، ولا شتمت أحدًا قط، لأنه إنما يشتمني أحد رجلين: إما كريم فكانت منه هفوة فأنا أحق بعفوها، وإما لئيم فأصون عرضي منه، فقال له عبد الملك: حق لك أن تكون سيدًا شريفًا. وقال الكلبي: خرج أسماء في أيام الربيع إلى ظاهر الكوفة فنزل في رياض معشبة، وهناك رجل من بني عبس نازل، فلما رأى قباب أسماء وخيامه قوض خيامه ليرحل، فقال له أسماء: ما شأنك؟ فقال: لي كلب هو أحب إلي من ولدي، وأخاف أن يؤذيكم فيقتله بعض غلمانكم، فقال له أسماء: أقم وأنا ضامن كلبك، ثم قال لغلمانه: إذا رأيتم كلبه قد ولغ في قدوري وقصاعي فلا تهيجوه، وأقام على ذلك مدة، ثم ارتحل أسماء ونزل في الروضة رجل من بني أسد، وجاء الكلب على عادته فضربه الأسدي فقتله، فجاء العبسي إلى أسماء فقال له: أنت قتلت كلبي، قال له: وكيف؟ قال: عودته عادة ذهب يرومها من غيرك فقتل، فأمر له بمائة ناقة دية الكلب. ولما أراد أسماء أن يهدي ابنته إلى زوجها قال لها: يا بنية، كوني لزوجك أمة يكن لك عبدًا، ولا تدني منه فيملك، ولا تتباعدي عنه فيتغير عليك، وكوني له كما قلت لأمك: خذي العفو مني تستديمي مودّتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب فإني رأيت الحبّ في الصدر والأذى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهب وقال الرياشي: قال أسماء بن خارجة لامرأته: اخضبي لحيتي، فقالت: إلى كم ترقع منك ما خلق؟ فقال: عيّرتني خلقًا أبليت جدّته ... وهل رأيت جديدًا لم يعد خلقا كما لبست جديدي فالبسي خلقي ... فلا جديد لمن لم يلبس الخلقا وأسند أسماء عن علي بن أبي طالب وابن مسعود، وتوفي في سنة ست وستين وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وهو ابن ثمانين سنة، رحمة الله عليه.

1 / 169