ومن كلام الجاحظ إلى محمد بن عبد الملك: المنفعة توجب المحبة، والمضرة توجب البغضة، والمضادة عداوة والأمانة طمأنينة وخلاف الهوى يوجب الاستثقال، ومتابعته توجب الألفة , والعدل يوجب اجتماع القلوب، والجور يوجب الفرقة، وحسن الخلق أنس والانقباض وحشة, والتكبر مقت والتواضع مقة، الجود يوجب الحمد، والبخل يوجب الذم، التواني يوجب الحسرة، والحزم يوجب السرور، والتغرير ندامة، ولكل واحدة من هذه إفراط وتقصير وإنما تصح نتائجها إذا أقيمت حدودها، فإن الإفراط في الجود تبذير، والإفراط في التواضع مذلة، والإفراط في الغدر يدعو إلى أن لا نثق بأحد، والإفراط في المؤانسة يجلب خلطاء السوء.
قال يموت بن المزرع: سمعت خالي "أي الجاحظ" يقول: أمليت على إنسان مرة: أخبرنا عمرو، فاستملى: أخبرنا بشر، وكتب أخبرنا زيد.
قلت: يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق.
* * *
الجواب الكافي
يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن قاضي القضاة، الفقيه العلامة، أبو محمد التميمي المروزي (12/ 5).
قال عبد الله بن أحمد: سمع من ابن المبارك صغيرا فصنع أبوه طعاما، ودعا الناس وقال اشهدوا أن ابني سمع من عبد الله.
عن يحيى قال: كنت عند سفيان. فقال: بليت بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من جالس الصحابة، فمن أعظم مني مصيبة؟
قلت: يا أبا محمد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد الصحابة، أعظم منك مصيبة.
* * *
عثرة القول
أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق بن السكيت، شيخ العربية، البغدادي، النحوي المؤدب، مؤلف كتاب «إصلاح المنطق» دين خير، حجة في العربية.
صفحه ۶۷