فواید
الفوائد الجسام على قواعد ابن عبد السلام
پژوهشگر
د. محمد يحيى بلال منيار
ناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
محل انتشار
قطر
ژانرها
(١) أي: في المثال السابق المتعلق بالتداوي بالنجاسات والخمر. وقد نبّه الشيخ ابن عبد السلام في أثناء هذا المثال، أن مضمونه يتعلق بتحصيل أعلى المصلحتين أو دفع أعظم المفسدتين. وبناء على هذا تطرّق الشيخ للكلام عن صلح الحديبية ضمن هذا المثال، وهو الذي يعلّق عليه البلقيني فيما يأتي من الكلام. (٢) قواعد الأحكام ١: ١٣٣. (٣) وهو أن عمر ﵁ حين قال هذا القول أولًا للنبي ﷺ، أجابه النبي ﷺ بقوله: (إني رسول الله، ولستُ أعصيه، وهو ناصري). ثم ذهب عمر ﵁ إلى أبي بكر ﵁، فقال له القول نفسه، فأجابه أبو بكر ﵁ بمثل جواب النبي ﵁ نفسه، حيث قال: (أيها الرجل، إنه لَرَسولُ الله، وليس يَعصي ربَّه، وهو ناصرُه، فاستمسِك بغَرْزه، فوالله إنه على الحق). صحيح البخاري ٢: ٩٧٨ (٢٥٨١). قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح ٧: ٥٧٠ (وفي كلامه ﷺ: (إني رسول الله ولستُ أعصيه): دليل واضح أن الصلح ما وقع لضعف المسلمين، بل لأمرٍ من الله حقيقةً بوحي أو بإشارة كما سبق من قوله: (حَبَسها حابسُ الفيل)، أو بإلهام استنباط لمّا رأى المصلحة المرتبة على إتمام هذا الصلح وما ظهر من ثمراته الباهرة وفوائده المتظاهرة التي كان أوّلُها: فتحُ خيبر وتقوّي المسلمين بالكُراع والسلاح، وعاقبتُها: فتحُ مكة وإسلامُ أهلها كلهم ودخولُ الناس في دين الله أفواجًا؛ وذلك أنهم قبل الصلح لم يكونوا يختلطون بالمسلمين، ولا تتظاهر عندهم أمور النبي كما هي، ولا يختلطون بمن يُعلمهم بها مفصلة؛ فلما حصل (صلح الحديبية) اختلطوا بالمسلمين وجاؤوا إلى المدينة، وذهب المسلمون إلى مكة وخَلَوْا بأهلهم وبأصدقائهم وغيرهم ممن يستنصحونه، وسمعوا منهم أحوال النبي ومعجزاته الظاهرة، وأعلامَ نبوته المتظاهرة، =
1 / 203