14- ... حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : لما ارتد أهل الردة في زمان أبي بكر ، قال عمر : كيف تقاتل الناس يا أبا بكر ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوا لا إله إلا الله فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " فقال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها ، قال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال ، فعرفت أنه الحق 15- ... وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، قال : أنبا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، ثنا النضر بن شميل المازني ، ثنا أبو نعامة ، حدثني أبو هنيدة البراء بن نوفل ، عن والان العدوي ، عن حذيفة ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان مع الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس مكانه ، حتى إذا صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم ، حتى صلى العشاء الآخرة ، ثم قام إلى أهله ، فقال الناس : لأبي بكر ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط ، فسأله فقال : " نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد ففظع الناس لذلك ، حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام ، والعرق يكاد يلجمهم ، فقالوا : يا آدم أنت أبو البشر ، وأنت اصطفاك الله ، اشفع لنا إلى ربك ، قال : لقد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين } قال : فينطلقون إلى نوح ، فيقولون : اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله ، واستجاب لك في دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا ، فيقول : ليس ذلكم عندي ، انطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا ، فينطلقون إلى إبراهيم ، فيقول : ليس ذلكم عندي ولكن انطلقوا إلى موسى ، فإن الله عز وجل كلمه تكليما ، فيقول موسى : ليس ذلكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ، فيقول عيسى : ليس ذلكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فليشفع لكم إلى ربكم فينطلق فيأتي جبريل ربه عز وجل ، قال : فيقول الله عز وجل : " ائذن له وبشره بالجنة " قال : فينطلق به جبريل فيخر ساجدا قدر جمعة ، ويقول الله :
صفحه ۹