فاتنة الإمبراطور
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
ژانرها
وما تحرك القطار حتى دخل إلى الغرفة التي كان فيها جوزف سيدة مقنعة بقناع كثيف وجلست إلى جانبه، وبعد هنيهة رفعت القناع فخالسها جوزف نظرة، فنظرت فيه وابتسمت فتبينها، فقالت مبالغة في الابتسام: أظنني لست غلطانة، حضرتك الماجور جوزف شندر.
فحملق فيها قائلا: أجل إني خادمك، أظنني رأيت حضرتك؟ - لا أظنك تنسى اجتماعنا منذ عهد قريب في حانة هرمن؟ - أجل، أجل، أذكر أنك سميت نفسك حينذاك جوليا هرتمان، أليس كذلك؟
فضحكت قائلة: نعم نعم جوليا هرتمان، أراك وحدك هنا، فلماذا لا تكون مع المدخنين؟
فضحك قائلا: آثرت عشرة الحسان على عشرة المدخنين، فقلت في نفسي يجب أن أعتزل غرف الرجال عسى أن أرزق برفيقة حسناء، فكان حظي مضاعف السعد. - لله من رقتك يا ماجور! لو كنت بثوبك العسكري لكنت أجذب لقلوب الحسان. ترى لماذا خلعت ذلك الثوب الجميل وارتديت هذا الثوب الذي لا يميزك عن عامة الناس؟ - أتأسف يا سيدتي، إني كنت أجهل هذه الحقيقة وإلا لما ارتكبت هذا الخطأ . - أما أنا فسيان عندي، فقد عرفتك قلبا وقالبا، ولا يزيدني ثوبك ودا لك وإعجابا بك. - شكرا للطفك يا مدام، عسى أن يكون حظي من هذا اللطف طويل الزمن، ومن رفقتك أيضا. - أتمتع بعطفك من هنا إلى فينا وبعد ذلك فتبعة الوحشة تقع عليك وحدك.
فتبسم جوزف ملء ثغره وقال: وإذا كنت أجهل عنوانك، فعلى من التبعة؟
فقهقت قائلة: أوه، ما دامت حانة هرمن موعودة فلا يتعذر عليك أن تعين لي مواعيد اللقاء فيها، إلا إذا كان في شارع فرنز ما يشغلك عن لقاء أصدقائك المخلصين.
فضحك خافق الفؤاد وقال: شارع فرنز؟ - أجل، حيث يكون كنزك فهناك قلبك. - يلوح لي أن عندك أخبارا حسنة عن شارع فرنز يا مدام. - عندي أخبار مهمة، ولا أدري ماذا تعني بقولك حسنة. - أعني معلومات جديدة كانت مجهولة. - أجل عندي كثير منها. - بالله ما هي؟
فضحكت قائلة: ليس من السهل استخراج المجهول يا ماجور، وما يحصل عليه بعناء ليس رخيصا. - إذن تريدين أجرا في مقابل أخبارك يا مدام؟ - لا أظنك تنكر علي هذا الحق. - عسى أن يكون في وسعي أن أدفع هذا الأجر. - في وسعك دفعه من غير أن تخسر شيئا. - إذا كنت لا أبخل بأي أجر أستطيعه، فبالأحرى أجود بالأجر الذي لا أخسر فيه. فمري يا سيدتي وأنا العبد الطائع. - أريد قبلة من هذا الثغر.
فتوردت وجنتا جوزف وقال مترددا: أخاف أن أقول لك يا سيدتي إن هذا الثغر والقلب الذي وراءه وكل عضو من أعضاء الحب التي في، إنما هي وقف وليس في وسع أحد التصرف في الوقف.
فابتسمت قائلة: تعني وقف على أميليا؟
صفحه نامشخص