فتح ربانی از فتاوای امام شوکانی

Al-Shawkani d. 1250 AH
67

فتح ربانی از فتاوای امام شوکانی

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

پژوهشگر

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

ناشر

مكتبة الجيل الجديد

محل انتشار

صنعاء - اليمن

[الأنعام: ٣٩]. كما أخبر- سبحانه- أنه لو شاء ما أشرك الناس، وأنه لو شاء لهداهم أجمعين. قال تعالى: ﴿ولو شاء الله ما أشركوا﴾ [الأنعام:١٠٧] وقال تعالى: ﴿ولو شاء لهداكم أجمعين﴾ [النحل:٩] قال الشوكاني- ﵀ في " فتح القدير" (١) «أي ولو شاء أن يهديكم جميعا إلى الطريق الصحيح، والمنهج الحق لفعل ذلك، ولكنه لم يشأ، بل اقتضت مشيئته - سبحانه - إراءة الطريق والدلالة عليها، ﴿وهديناه النجدين﴾ وأما الإيصال إليها بالفعل فذلك يستلزم أن لا يوجد في العباد كافر، ولا من يستحق النار من المسلمين، وقد اقتضت المشيئة الربانية أن يكون البعض مؤمنا، والبعض كافرا، كما نطق بذلك القرآن في غير موضع». كقوله تعالى: ﴿إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا﴾ [الإنسان: ٣]. كما قرر الشوكاني- ﵀ أن الله تعالى قد وهب لعباده حرية الاختيار في أن يفعلوا وأن لا يفعلوا، لأنه «خلقهم، وجعل لهم من المشاعر ما يدركون به أكمل إدراك، وركب فيهم من الحواس ما يصلون به إلى ما يريدون، ووفر مصالحهم الدنيوية عليهم، وخلى بينهم وبين مصالحهم الدينية» (٢). وبين أن «هداية الله - سبحانه - لعباده إلى الحق هي بما نصبه لهم من الآيات في المخلوقات، وإرساله للرسل، وإنزاله للكتب، وخلقه لما يتوصل به العباد إلى ذلك من العقول والأفهام والأسماع والأبصار» (٣)

(١) (٣/ ١٤٩ - ١٥٠) (٢) فتح القدير (٢/ ٤٤٨) (٣) فتح القدبر (٢/ ٤٤٤)

1 / 81