294

فتح ربانی از فتاوای امام شوکانی

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

ویرایشگر

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

ناشر

مكتبة الجيل الجديد

محل انتشار

صنعاء - اليمن

وإخلاص التوحيد لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله لله، والنداء، والاستغاثة، والرجاء، واستجلاب الخير، واستدفاع الشر له ومنه لا لغيره ولا من غيره ﴿فلا تدعوا مع الله أحدا﴾ (١)، ﴿له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء﴾ (٢)، ﴿وعلى الله [١٩] فليتوكل المؤمنون﴾ (٣)، ﴿وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين﴾ (٤).
وقد تقرر أن شرك المشركين الذين بعث الله إليهم خاتم رسله لم يكن إلا باعتقادهم أن الأنداد التي اتخذوها تنفعهم وتضرهم وتقربهم إلى الله، وتشفع لهم عنده، مع اعترافهم بأن الله ﷾ هو خالقها وخالقهم، ورازقها ورازقهم، ومحييها ومحييهم، ومميتها ومميتهم، ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾ (٥)، ﴿فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون﴾ (٦)، ﴿إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين﴾ (٧)، ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾ (٨)، ﴿هؤلاء شفعاؤنا عند الله﴾ (٩). وكانوا يقولون (١٠) في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريكا

(١) [الجن:١٨].
(٢) [الرعد:١٤].
(٣) [التوبة:٥١].
(٤) [المائدة:٢٣].
(٥) [الزمر:٣].
(٦) [البقرة:٢٢].
(٧) [الشعراء:٩٧ - ٩٨].
(٨) [يوسف:١٠٦].
(٩) [يونس:٨].
(١٠) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (١١٨٥) عن ابن عباس ﵄ قال: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول الله ﷺ (ويلكم قد، قد) فيقولون: إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك. يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت " وانظر " مجموع الفتاوى " لابن تيمية (١/ ١٥٦).

1 / 338