والرفق : وهو التوسط واللطافة في الأمر ، يدوم : به العمل لصاحبه والخرق : بفتح الخاء مصدر خرق بضم الراء ، وهو ضد الرفق ، وبضم الخاء اسم للحاصل بالفعل ، يصير إلى الهرج : بإسكان الراء الفتنة وكثرة الفساد ، وبفتحها تحير البصر ، لكنه على الأول فتحها أيضا للوزن ، وهو بالمعنيين كناية عن انقطاع الفعل ، لأن الفتنة والتحير لا يدوم معها فعل ، أي من سلك في كل ما مر من الخصال العلمية والعملية الرفق مع الناس في تحصيلها ، ولم يجهد نفسه ، دامت له فاستفاد وأفاد ، وهدى واهتدى ، ومن كلف نفسه فوق طاقتها ، وعامل الناس بصلابة الجانب / لم تدم له ؛ لجهله ، فضل وأضل ، وذلك 7ب لخبر : ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ، وما كان الخرق في شيء قط إلا شانه ، وإن الله رفيق يحب الرفق .
... ولما فرغ من (¬1) التنبيه على المقامات العملية ، والحكم النبوية ، ختم ذلك بالدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم الواضع لتلك المسالك ، ولأصحابه الأربعة الخلفاء الحافظين طريقته ، الكاشفين لما أشكل من ذلك ، رضي الله عنهم ، وعن سائر الصحابة ، فقال :
صلوات الله : تعالى ، جمع الصلاة باعتبار أنواعها ، وهي من الله رحمة ، ومن الملائكة استغفار ، ومن الآدميين تضرع ودعاء كائنة على النبي صلى الله عليه وسلم ، المهدي : بفتح الميم ، أي الرشيد الموفق لخلق الهداية فيه ، الهادي : أي المرشد الناس : من الإنس والجن ، إلى النهج : بفتح الهاء لغة في إسكانها ، أي الطريق المستقيم ، قال تعالى : [ إلى سراط مستقيم ] أي الدين الشبيه في وضوحه وأمنه بالطريق الواضح وكان حقه ذكر السلام أيضا ؛ لأنه يكره إفراد الصلاة عنه ، وبالعكس ، ولعله ذكره لفظا .
صفحه ۱۱