فتح دارفور
فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
ژانرها
تحركنا من النهود يوم 16 مارس 1916م الساعة 3 بعد الظهر، ووجهتنا بلدة «واد بنده». ومما يجدر ذكره هنا أننا قبل وصولنا إلى النهود بيومين سمعنا بفرار الملازم الأول المدعو «عبد الموجود» من الهجانة للمعاملة السيئة التي كان يعامله بها البكباشي «ماكلين» قومندان البلوك وهو إنجليزي، وانضمامه إلى السلطان علي دينار، وبعد أربعة أيام علمنا بنزول اليوزباشي «محمود أفندي رياض»، وهو من أورطة العرب إلى الخرطوم ثم إلى مصر، وكذلك الملازم أول «عبد الرحمن أفندي الصيرفي» نائب مأمور مركز النهود مع الملازم الثاني «محمد أفندي أبو المجد» وهو من الطوبجية واعتقال الجميع لأسباب سياسية.
ثم واصلنا السير إلى أن وصلنا إلى حلة «واد بنده» الساعة 10 مساء يوم 19 مارس، ومنها مررنا بحلة تدعى «دم جمد»، وهي آخر حدود السودان الإنجليزي المصري
Anglo-Egyptian Sudan
والحد الفاصل بينه وبين حدود السلطان علي دينار سلطان دارفور. (7) القصد من تحرك القوة
في حلة «دم جمد»
1
وزع مركز رياسة التجريدة على جميع الوحدات منشورا خلاصته:
أن القصد من تحرك القوة هو ضرب السلطان علي دينار؛ حيث إنه تمرد على الحكومة بامتناعه عن دفع الضريبة - الجزية المعتادة - وانضم إلى أعداء الحلفاء مع أنه تابع للحكومة، وبلاده جزء متمم للسودان الإنجليزي المصري.
وقد بقينا في الحلة المذكورة فترة؛ لنستريح قليلا. (8) التحرك من حلة «دم جمد»
قمنا من «دم جمد» الساعة 6 صباحا، فدخلنا في أرض السلطان علي دينار، ووصلنا بمسيرنا إلى بلدة تدعى «أم شنقا» الساعة 12 ظهر يوم 20 مارس سنة 1916م. وقبل أن نصل إليها بساعتين ظهرت سواري كشافة للعدو، وعددهم يقرب من الخمسة والأربعين فارسا إلا أن كشافتنا كانت متيقظة، فلمحتهم من بعد، وأعدت للأمر عدته، وقابلتهم بنار حامية جعلتهم يولون الأدبار. (9) الوصول إلى «أم شنقا»
صفحه نامشخص