14
إن الحصن لم يبن إلا في أيام غزوة الفرس في حكم الملك قمبيز. وقال «ابن بطريق»
15
إن «آخوس»، وهو «أرتخشيارش أوخوس»، هو الذي بنى الحصن. وإذن نستطيع أن نقول إنه قد كان على مقربة من موضع الحصن القائم في الوقت الحاضر حصن قديم كانوا يطلقون عليه اسم «بابليون» مدة قرون طويلة قبل أيام تراجان، ولكنا بينا في موضع آخر
16
أن ذلك الحصن القديم كان على نهد صخري كما قال سترابو، وكان ذلك إلى الجنوب من الموضع الذي به الحصن اليوم (ولا يزال ذلك النهد الصخري إلى اليوم ماثلا يرى). ولعل ذلك النهد الصخري وما جاوره كان داخلا في مدينة مصر في وقت غزوة العرب، وكانت مصر إذ ذاك تتصل شمالا بموضع الحصن الروماني، ولعلها كانت تتصل بما بعد ذلك. وكان حول الحصن خندق أعاد المقوقس (قيرس) حفره، واتخذ عليه قنطرة متحركة.
17
وإنا نظن أنه كان لا يزال بمدينة مصر في ذلك الوقت كثير من مباني المصريين القدماء؛ فإن الباحثين اليوم يعثرون في كثير من الأحياء على حجارة كبيرة وعليها نقوش بالخط الهيروغليفي.
وقد سبب اسم «بابليون» ارتباكا كبيرا لكتاب العرب، وبقي ذلك الاسم إلى اليوم، ولكنه لا يطلق على الحصن نفسه، فاسمه الآن «قصر الشمع»، بل يطلق على دير صغير على مسافة قليلة من الحصن نحو الجنوب، وهو «دير بابليون»، وكان اسم الحصن باللغة القبطية في وقت الفتح «بابلون-آن-خيمى»، ومعناه «بابليون مصر»؛
18
صفحه نامشخص