72

فتح الاندلس

فتح الأندلس

ژانرها

فلما سمع قوله عض على شفته وأطرق، وكأنه يقول له: «ليس هذا وقت التصريح.» ثم أتم كلامه قائلا: «وأوصي الكهنة المرافقين لهذه الحملة أن يوصوا الجند بهذه الوصايا، ولا يخفى عليكم أن جندنا أكثر ما يحسنون الحرب مشاة، فلا تتعبوا المشاة بالمسير ولا تحملوهم أحمالا ثقالا، ويكفيهم ما يحملونه من الأدرع والأسلحة من السهام والحراب.»

فلما فرغ ألفونس من كلامه، لم يزد ومبا على إشارة الطاعة ثم قال: «ألا يأمر مولاي بحاشية من الأعوان والموالي تسير في خدمته خاصة؟»

فأراد ألفونس أن يصرح له بالتخفيف عن الموالي، فوقعت عيناه على يعقوب، فرآه يشير إليه إشارة خفية ألا يفعل، فانتبه وقال: «لا أحتاج الآن إلى أحد فإن معي خادمي هذا، وهو يدبر لي ما أحتاج إليه، وإذا احتجت إلى سواه طلبت.»

فخرج القائدان فرحين بمرافقة ألفونس، أما هو فلما خلا بيعقوب قال له: «رأيتك تشير إلي في أثناء الكلام ...»

قال: «خفت أن يسبق لسانك إلى قول تؤاخذ عليه ونحن بين يدي الأعداء، فاحتفظ بكل ما دار بينك وبين مولانا ونبراسنا أوباس لنرى ماذا يكون، واسمح لي أن أتمم ما كنت قد بدأت به من قبل. اعلم يا مولاي أنك موفق بإذن الله؛ لأن الأمر الذي كنت لا تستغني في الوصول إليه عن بذل الأموال واستخدام الرجال قد وصلت إليه عفوا.»

قال ألفونس: «وماذا تعني؟»

قال يعقوب: «أعني أن المشروع الذي فكرت فيه مع مولاي الميتروبوليت لقهر ذلك العدو الحاكم، قد أصبح السبيل للشروع فيه ممهدا منذ الآن، هذه فرقة من الجند الآن تحت أمرك فقربها منك وحببها إليك ببذل المال، المال.» قال ذلك وتلمظ كأنه يتلذذ بطعام شهي.

فقطع ألفونس كلامه قائلا: «ومن أين لنا بالمال يا يعقوب؟ ما أهون إبداء الرأي فيه وما أصعب العمل به!»

فوضع يعقوب كفه على صدره وأحنى رأسه وأطبق جفنيه، ولسان حاله يقول: «المال عندي وعلي إحضاره.»

الخمر

صفحه نامشخص