فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
ژانرها
شرح الباب 5
باب تفسير التوحيد الذي خلقت الكائنات لأجله وأرسلت الرسل وأنزلت الكتب لأجله
هو إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه كما حكى الله عن إبراهيم عليه السلام: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون} . [الزخرف: 26-28] . والكلمة التي جعلها في عقبه على ما ذكره المفسرون هي شهادة أن لا إله إلا الله لأن لا إله نفي الآلهة الباطلة وذلك قوله: {إنني براء مما تعبدون} . وقولك: إلا الله إثبات الألوهية لله تعالى وذلك قوله: {إلا الذي فطرني} . فتحقق أن التوحيد الذي ألزم الله به العبيد هو إفراد الله بالعبادة نقلا وعقلا وفطرة:
أما النقل: قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} . [النحل: 36] . وقوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} . [الأنبياء: 25] . وقوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} . [الزخرف: 45] . وقوله تعالى: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله} . [هود: 1] . وغير ذلك من الآيات المصرحات بذلك.
صفحه ۱۸۷