Fath al-Rahman in Clarifying the Abandonment of the Quran
فتح الرحمن في بيان هجر القرآن
ناشر
دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
محل انتشار
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرها
سادسًا: استماع النصارى
لقد أخبرنا القرآن أن النصاري استمعوا له، وتأثروا به، مما دفعهم إلى الإيمان بالرسول ﷺ والدخول في الإسلام، بعدما فاضت أعينهم بالدمع مما عرفو من الحق.
تأثر النصارى عند استماع القرآن
قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٨٣) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ﴾ (٨٤) ﴿فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ﴾ (٨٢ - ٨٥) سورة المائدة (١).
لقد ضرب أولئك القوم المثل الصالح، والقدوة الحسنة، عند استماع القرآن، فلو نظرت إليهم لوجدتهم:
(١) يستدل كثير من دعاة (التنوير) بهذه الآية على أن النصاري أقرب الناس مودة للمسلمين، وهذا استدلال باطل يغني بطلانه عن إبطاله، وإنما مثلهم كمن قرأ قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ﴾ و﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى﴾ واستدل بذلك على ترك الصلاة!! ولكن نقول بإكمال الآيات يتضح المعنى المراد ويزول اللبس والغموض، قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾، وكذلك في الآيات التي معنا بإكمالها يتضح أن هؤلاء النصاري دفعهم الاستماع للقرآن إلى الإيمان ولذا قالوا ﴿رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾.
1 / 190