176

Fath al-Qareeb al-Mujeeb on Targhib wal-Tarhib

فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

ویرایشگر

أ. د. محمد إسحاق محمد آل إبراهيم

ناشر

المُحقِّق

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

ژانرها

قوله: "وأمليت عليه هذا الكتاب صغير الحجم غزير العلم "أشار بذلك قدس الله سره إلى أن الهمم تقاصرت عن حفظ المطولات بل والمختصرات، وصارت على النزر اليسير مقاصرات، وحجم الشيء: ملمسه الناتئ تحت اليد والجمع حجوم، والكبر: نقيض الصغر لأن ما كثر حجمة أحجم الطلاب عن تحصيله وما اختصر رغبوا في إجماله وتفصيله، والاختصار حذف الفضول من كل شيء ومنه قوله ﷺ: "أوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارًا" (^١)، وجوامع الكلم: قيل القرآن لأن الله تعالى جمع في ألفاظه اليسيرة معاني كثيرة، وكان ﷺ يتكلم بجوامع الكلم، قال الخليل (^٢): الكلام يبسط ليفهم ويختصر ليحفظ، فالمبسوط: ما كثر لفظه ومعناه، والمختصر: ما قل لفظه وكثر معناه (^٣).
قوله: "لأني لو فعلت ذلك" لخرج هذا الإملاء إلى حد الإسهاب الممل، يقال: أسهب فهو مسهب بفتح الهاء إذا أمعن في الشيء وأطال (^٤).
قوله: "وأما دقائق العلل فلا مطمع في شيء منها لغير الجهابذة النقاد من أئمة هذا الشأن" الجهابذة: جمع جهبذ، ولم توجد هذه اللفظة في أول

(^١) أخرجه الدارقطني في سننه (٥/ ٢٥٤) عن ابن عباس، والبيهقي في الشعب رقم (١٣٦٧) عن عمر بن الخطاب ﵁. وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ﵁ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ "فُضِلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ... " الحديث. ليس فيه "واختصر لي الكلام اختصرًا".
(^٢) الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري.
(^٣) زيادة في المخطوطة المغربية: وكان ﷺ يتكلم بجوامع الكلم، قاله الكمال الدميري.
(^٤) مجمع بحار الأنوار (٣/ ١٥٨).

1 / 176