Fath al-Mun'im: Sharh Sahih Muslim
فتح المنعم شرح صحيح مسلم
ناشر
دار الشروق
شماره نسخه
الأولى (لدار الشروق)
سال انتشار
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
ژانرها
ولكن لعلهم فهموا من كلامه ﷺ (خصوصا وقد ورد بأسلوب الاستفهام) أنه لا يجزم بذلك، فقالوا على جهة التنبيه والنصيحة: إنه يقول ذلك وما هو في قلبه.
ومستندهم في ذلك تخلفه عن هذا المجلس، وهذا المشهد الكثير البركة، وعدم ظهور فرحه بمجيء رسول الله ﷺ إلى ديارهم، وعدم المبادرة إلى لقائه، بالإضافة إلى ما لاحظوه عنه من تردده على المنافقين وإصغائه إلى حديثهم.
ولم يوافقهم ﷺ، فقد يكون له عذر فيما رأوا خصوصا وهو من أهل بدر، وقد علمت شهادة الرسول ﷺ لأهل بدر عامة بأن الله قد غفر لهم.
قال النووي: وقد نص النبي ﷺ على إيمانه باطنا، وبراءته من النفاق في رواية البخاري بقوله: "ألا تراه قال: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله؟ ".
وقد ظهر في حسن إسلام مالك بن دخشم ما يمنع من اتهامه بالنفاق، ففي البخاري أن النبي ﷺ بعثه ومعن بن عدي فجرفا مسجد الضرار، وما كان الرسول ﷺ يختاره لهذه المهمة وهو من المنافقين.
-[ويؤخذ من الحديث]-
١ - مدى حرص الصحابة على تتبع الأحاديث والانتقال إلى راويها الأول لسماعها منه.
٢ - إخبار المرء عن نفسه بما فيه من عاهة، ولا يكون ذلك من الشكوى.
٣ - التبرك بآثار الصالحين، ويمكن أن تكون خاصة برسول الله ﷺ.
٤ - جواز استدعاء المفضول للفاضل لمصلحة تعرض.
٥ - إجابة الفاضل دعوة المفضول.
٦ - زيارة العلماء والفضلاء والكبراء أتباعهم، وأنه من دعي منهم أجاب إذا أمن من الفتنة.
٧ - استصحاب الزائر بعض أصحابه إذا علم أن المستدعي لا يكره ذلك.
٨ - اجتماع أهل الجهة لملاقاة الإمام أو العالم إذا ورد منزل بعضهم ليستفيدوا منه ويتبركوا به.
٩ - افتقاد من غاب عن الجماعة.
١٠ - ذكر من يتهم بريبة أو نحوها للأئمة وغيرهم للتحرز منه، ولا يعد ذلك غيبة.
١١ - أن على الإمام أن يتثبت من ذلك، ويحمل الأمر فيه على الوجه الجميل.
١٢ - أن من نسب من يظهر الإسلام إلى النفاق ونحوه بقرينة تقوم عنده لا يكفر بذلك ولا يفسق، بل يعذر بالتأويل.
١٣ - الذب عن ذكره بسوء وهو بريء منه.
1 / 127