فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
ژانرها
وقال الشيخ عبدُ الله السعد: «وكون معاوية ﵁ كاتبًا لرسول الله ﷺ أمرٌ مشهورٌ عند أهل العلم، واتِّخاذ سيد الخلق له كاتبًا لوحي الله ﷿ منقبةٌ عظيمةٌ لمعاوية ﵁» (^١).
إلا أنه قد رُوي أن كتابته للنبي ﷺ كانت خاصة بالمراسلات بينه وبينه العرب، وقد ورد ما يردُّ هذا القول.
قال الذهبيُّ: «وذكر المفضَّل الغلابي: أنَّ زيد بن ثابت كان كاتب وحي رسول الله ﷺ، وكان معاوية كاتبه فيما بينه وبين العرب.
كذا قال! وقد صحَّ عن ابن عباس قال: كنت ألعب، فدعاني رسول الله ﷺ وقال: ادع لي معاوية، وكان يكتب الوحي (^٢)» (^٣).
ولما نقل ابن تيْميَّة قولَ ابن المطهِّر عن أهل السنة: «وسمُّوه: كاتب الوحي، ولم يكتب له كلمةً من الوحي»؛ أجاب عن ذلك فقال: «فهذا قولٌ بلا حجةٍ، فما الدليلُ على أنه لم يكتب له كلمة واحدة من الوحي، وإنما كان يكتب له الرسائل؟» (^٤).
_________
(^١) فتح الواحد العليِّ في الدفاع عن صحابة النبي ﷺ (ص: ٩٥).
(^٢) أخرجه أحمد (٢٦٥١) بلفظ: "وكان كاتبه"، وأما لفظة: "وكان يكتب الوحي" فهي في دلائل النبوة للبيهقي (٦/ ٢٤٣)، وأصل الحديث في مسلم (٢٦٠٤) بدون هذه الزيادة، وسيأتي الكلام عن هذا الحديث -إن شاء الله- في فصل: "شبهات وردود".
(^٣) تاريخ الإسلام (٤/ ٣٠٩). ونقله الذهبي أيضا في سير أعلام النبلاء (٣/ ١٢٢) لكنه جعله من قول أبي الحسن الكوفي، فقال: "ونقل المفضل الغلابي، عن أبي الحسن الكوفي"؛ فذكره، ولم يتعقبه الذهبي هناك، وأبو الحسن هذا هو المدائني، فقد نسب ابن حجر هذا القول إليه في الإصابة (٦/ ١٢١)، وقد تقدم الكلام في المدائني.
وقد ذكر الذهبي أيضا في الموضع السابق (٣/ ١٢٠) أنه "كتب للنبي ﷺ مرات يسيرة"!
(^٤) منهاج السنة النبوية (٤/ ٤٢٧).
1 / 40