Fatawa of the Imams on Calamitous Events
فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة
ناشر
دار الأوفياء للطبع والنشر
محل انتشار
الرياض
ژانرها
أردت أن تكون لي عند القوم يد أحمي بها أهلي ومالي فقال ﷺ " صدقكم خلوا سبيله".
واستأذن عمر في قتله، فقال: دعني أضرب عنق هذا المنافق (١). قال: " وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم؟ ".
وأنزل الله في ذلك صدر سورة الممتحنة، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ الآيات.
فدخل حاطب في المخاطبة باسم الإيمان، ووصفه به، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب الدال على إرادته، مع أن في الآية الكريمة ما يشعر أن فعل حاطب نوع موالاة، وأنه أبلغ إليهم بالمودة، وأن فاعل ذلك قد ضل سواء السبيل.
لكن قوله: " صدقكم خلوا سبيله" ظاهر في أنه لا يكفر بذلك؛ إذا كان مؤمنا بالله ورسوله، غير شاك ولا مرتاب، وإنما فعل ذلك لغرض دنيوي، ولو كفر لما قال: " خلوا سبيله".
ولا يقال: قوله ﷺ "وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " (٢) هو المانع من تكفيره؛ لأنا نقول: لو
(١) جاء في بعض الروايات أن عمر قال: يا رسول الله، أمكني منه، فإنه قد كفر" قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٢/ ٣٠٩): وردت بسند صحيح. اهـ.
(٢) رواه أحمد في "المسند" (٢/ ٢٩٥) ومسلم في "الصحيح" (٢٤٩٤) والبخاري في "الصحيح" (٢٨٤٥) والترمذي في "السنن" (٣٣٠٥) وأبو داود في "السنن" (٢٦٥٠) والنسائي في "الكبرى" (٨٤١٩).
1 / 269