الذي يستوي ظاهره وباطنه، والسابق: الذي باطنه خير من ظاهره.
وقيل: الظالم: من وحد الله تعالى بلسانه، ولم يوافق فعله قوله، والمقتصد: من وحد الله بلسانه وأطاعه بجوارحه، والسابق: من وحد الله تعالى بلسانه وأطاعه بجوارحه، وأخلص له عمله، وقيل: الظالم: التالي للقرآن، والمقتصد: القارئ له العامل به، والسابق: القارئ له العامل بما فيه. وقيل: الظالم: أصحاب الكبائر، والمقتصد: أصحاب الصغائر، والسابق: الذي لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة. وقال سهل بن عبد الله: السابق: العالم، والمقتصد: المتعلم، والظالم: الجاهل. انتهى بغوي. والله تعالى أعلم.
مطلب في قوله تعالى: ﴿والذي جاء بالصدق وصدق به﴾ إلخ
(سئل) عن معنى قوله تعالى: ﴿والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون﴾ فما الذي هو من المتقين؟ (أجاب) قال ابن عباس: ﴿والذي جاء بالصدق﴾ يعني رسول الله ﷺ، جاء بلا إله إلا الله ﴿وصدق به﴾ الرسول أيضا، بلغه إلى الخلق. وقال السدي: ﴿والذي جاء بالصدق﴾ جبريل بالقرآن ﴿وصدق به﴾ محمد ﷺ، تلقاه بالقبول. وقال أبو العالية والكلبي: ﴿والذي جاء بالصدق﴾ رسول الله ﷺ ﴿وصدق به﴾ أبو بكر. وقال قتادة ومقاتل: ﴿والذي جاء بالصدق﴾ رسول الله ﷺ ﴿وصدق به﴾ المؤمنون؛ لقوله تعالى: ﴿أولئك هم المتقون﴾. وقال عطاء: ﴿والذي جاء بالصدق﴾ الأنبياء ﴿وصدق به﴾ الأتباع، والله تعالى أعلم.
مطلب في قوله تعالى: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها﴾ إلخ
(سئل) عن قوله تعالى: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ ما معنى ذلك؟
(أجاب) يقال: للإنسان نفس وروح، فعند النوم تخرج النفس وتبقى الروح. وعن علي قال: تخرج الروح عند النوم ويبقى شعاعه في الجسد، فبذلك يرى الرؤيا، فإذا انتبه من النوم عاد الروح إلى جسده بأسرع من لحظة. ويقال: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتعارف ما شاء الله، فإذا أرادت الرجوع إلى أجسادها أمسك الله تعالى أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى انقضاء مدة حياتها، فللإنسان نفسان: نفس الروح وهي التي تقبض عند فناء أكلها وانقضاء أجلها، ونفس الحياة التي يتوفاها عند النوم وهي بها العقل والتمييز، ولأنه بعد النوم يتنفس، والله تعالى أعلم.
مطلب في قوله تعالى: ﴿فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل﴾ إلخ
(سئل) عن قوله تعالى: ﴿فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل﴾ ما معنى ﴿أولو العزم﴾؟ وكم هم؟ (أجاب) قال ابن عباس: أولو العزم: أي الحزم، وقال الضحاك ذوو الجد والصبر. واختلفوا فيهم، فقال ابن زيد: الرسل كانوا أولو عزم، لم يبعث الله نبيا إلا كان ذا عزم وحزم ورأي وكمال عقل. قال بعضهم: الأنبياء كلهم أولو العزم إلا يونس؛ لعجلة كانت معه، ألا ترى أنه قيل للنبي- ﷺ: ﴿ولا تكن كصاحب الحوت﴾.
1 / 8