153

Fatawa al-Salah

فتاوى الصلاة

ویرایشگر

عبد المعطى عبد المقصود محمد

ناشر

مكتب حميدو

وأيضاً قال له «فانك لم تصل» فنفى أن يكون عمله الأول صلاة والعمل لا يكون منفياً إلا إذا انتفى شيء من واجباته. فأما إذا فعل كما أوجبه الله عز وجل فإنه لا يصح نفيه لانتفاء شيء من المستحبات التي ليست بواجبة.

وأما ما يقوله بعض الناس: إن هذا نفي للكمال. كقوله: «لا صلاة لجار المسجد»(١٠) فيقال له: نعم هو لنفي الكمال، لكن لنفي كمال الواجبات أو لنفي كمال المستحبات؟ فأما الأول فحق. وأما الثاني: فباطل، لا يوجد مثل ذلك في كلام الله عز وجل ولا في كلام رسوله قط، وليس بحق. فإن الشيء إذا كملت واجباته فكيف يصح نفيه؟؟

وأيضاً فلو جاز لجاز نفي صلاة عامة الأولين والآخرين، لأن كمال المستحبات من أندر الأمور.

وعلى هذا: فما جاء من نفي الأعمال في الكتاب والسنة فإنما هو لانتفاء بعض واجباته. كقوله تعالى ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما﴾(١١) وقوله تعالى ﴿ويقولون: آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك. وما أولئك بالمؤمنين﴾(١٢) وقوله تعالى: ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا - الآية﴾(١٣) وقوله: ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله، وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه - الآية﴾(١٤) ونظائر ذلك كثيرة.

(١٠) الأم للإمام الشافعي عن علي رضي الله عنه ورجاله ثقات ١ هـ قاله الزركشي. رواه الدارقطني وقيل لا يحفظ عن النبي ﷺ فيض القدير جـ ٦ ص ٤٣١.

(١١) النساء ٦٥.

(١٢) النور ٤٧.

(١٣) الحجرات ١٥.

(١٤) النور ٦٢.

153