39

Fatwas on Alcohol and Drugs

فتاوى الخمر والمخدرات

پژوهشگر

أبو المجد أحمد حرك

ناشر

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

الحسد ) (١٠١) فبين ما فيه من المصلحة بالقرب إلى الله وموافقة الصالحين، ومن دفع المفسدة بالنهى عن المستقبل من السيئات، والتكفير للماضى منها، وهو نظير الآية.

وكذلك قوله: ((وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات)) (١٠٢)، فهذا دفع المؤذى، ثم قال: ((ذلك ذكرى للذاكرين)) (١٠٢). فهذا مصلحة، وفضائل الأعمال وثوابها وفوائدها ومنافعها كثير فى الكتاب والسنة من هذا النمط، كقوله فى الجهاد: يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار (١٠٣) إلى قوله: ((وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب)) (١٠٤)، فبين ما فيه من دفع مفسدة الذنوب ومن حصول مصلحة الرحمة بالجنة، فهذا فى الآخرة، وفى الدنيا النصر والفتح، وهما أيضاً دفع المضرة وحصول المنفعة، ونظائره كثيرة.

وأما من السيئات فكقوله: ((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)) (١٠٥) فبين فيه العلتين:

احداهما: حصول مفسدة العداوة الظاهرة والبغضاء الباطنة.

والثانية: المنع من المصلحة التى هى رأس السعادة، وهى ذكر الله والصلاة، فيصد عن المأمور به إيجابا أو استحبابا.

وبهذا المعنى عللوا أيضا كراهية أنواع الميسر من الشطرنج ونحوه، فإنه يورث هذه المفسدة ويصد عن المأمور به.

(١٠١) رواه الترمذى من حديث سلمان الفارسى، وصواب آخره أن قيام الليل (مطردة للداء عن الجسد) بدلا من مطردة لداعى الحسد). وممن أخرجه أيضا أحمد والبيهقى والحاكم وذلك عن بلال، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخارى.

(١٠٢) الآية ١١٤ من سورة هود.

(١٠٣) جزء من الآية ١٢ من سورة الصف.

(١٠٤) جزء من الآية ١٣ من سورة الصف.

(١٠٥) جزء من الآية ٩١ من سورة المائدة.

39