60

فتاوى العلائي

فتاوى العلائي

پژوهشگر

عبد الجواد حمام

ناشر

دار النوادر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۳۱ ه.ق

محل انتشار

دمشق

وكذلك أنكره أيضاً: أبو وائلٍ شقيقُ بنُ سَلَمَةً مِنَ التَّابعينَ، وعطاءٌ الخُرَاسَانيُّ، والليثُ بنُ سَعْدٍ، وغيرُهم، رحمة اللّه عليهم.

ووجه إنكاره ظاهر؛ فإنَّ النَّبِيَّ ﷺ أقامَ بالمدينةِ تسعَ سنينَ متوالياتٍ يمرُّ به يومُ عرفةَ ولم يشرعْ هذا أصلاً، ولا أشارَ إلى فِعلِه وهو ﷺ يُعرِّفُ الناسَ فضلَ يومِ عرفةَ، وإنَّ أفضلَ الدعاءِ دعاءُ ذلك اليوم، حتى كان في السنةِ العاشرةِ ففعلَه ﷺ في موطنِه بعرفةَ، ثُمَّ استمرَّ عملُ الخلفاءِ الراشدين رضي الله تعالى عنهم على ذلكَ، فلم يفعلْه أحدٌ منهم، ولا فُعِلَ في زمنِهِ ببلدٍ من البلادِ، وقد قال النَّبِيُّ ﷺ: ((إنَّهُ ليسَ شيءٌ يُقرِّبُكُمْ منَ الجنَّةِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إلا وقد أَمَرْتُكُمْ بِهِ))(١).

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٧ / ٧٩) رقم (٣٤٣٣٢) من رواية عبد الملك بن عمير قال: أُخبِرْتُ عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً، وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في ((المطالب العالية)) (٥ / ٥٧٦) رقم (٩٢٧) من رواية زبيد بن الحارث اليامي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال ابن حجر معلقاً: ((فيه انقطاع))، وأخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (٧ / ٢٩٩) رقم (١٠٣٧٦)، عن عبد الملك وزبيد عن ابن مسعود رضي الله عنه، ولفظ ابن أبي شيبة: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ، إِلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ، وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إِلَّا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي: أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ لا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ)).

59