قال: «من أين؟ يظهر لي من زيه أنه من بلاد المغرب. فهل أتاك برسالة من صاحبك المعز؟»
فعض يعقوب على شفته السفلى إشارة التكتم وقال: «صاحبي! وهل تعتقد ذلك في؟ وأنا في خدمة الأمير كافور ... ما لنا ولهذا ... قل لي، رأيتك تقرأ في هذا الكتاب باهتمام ... اقعد ... قل ما هو سبب اهتمامك؟ كيف صحة مولانا؟»
فقعد وقعد يعقوب بين يديه، فقال الطبيب «إن صحة الأمير في خطر وقد أعيتني الحيل في تطبيبه. وهذا كتاب جاءني أمس ألفه طبيب من أشهر أطباء العراق ...»
فقطع يعقوب كلامه قائلا: «أظنك تعني الرازي، فهل هذا كتابه الحاوي؟»
قال: «هو جزء منه يتعلق بالعلة التي يشكو الأمير منها.»
قال: «هل وجدت شيئا جديدا.»
فأومأ برأسه نحو الأعلى أن «لا.»
فقال يعقوب: «فأنت إذن يئس من شفاء الأمير؟»
قال: «تقريبا.»
فأطرق يعقوب وبان الانقباض في جبينه ، وعرف الطبيب سبب انقباضه فقال له: «أنت الآن تنظر في ما سيئول إليه أمرك إذا مات هذا الرجل ... كم قلت لك أن تساير الوزير ابن الفرات وتداجيه فإنه شديد الوطأة حسود وله مطمع لا يخفى عليك.»
صفحه نامشخص