قالت: «إن مولاي أمير المؤمنين بعثني إليك لأحمل شكره لك ورضاءه من رسالتك التي أنفذتها إليه.»
قال: «أرجو أن تكون قد أتت بفائدة ... وأنا في قلق؛ لأن رسولي لم يعد بعد.»
فقالت: «ولن يعود؛ لأنه قتل.»
فأجفل وقال: «وكيف وصلت الرسالة إلى الخليفة؟»
قالت: «وصلت بالاتفاق الغريب ... أنا أوصلتها إلى أمير المؤمنين وهو على وشك الوقوع في الفخ (وتنهدت؛ لأنها تذكرت مقتل والدها) ولكن وصول الرسالة نجاه وحاشيته من الموت.»
فأبرقت أسرة يعقوب من نجاح مهمته؛ لما يتوقعه من الارتقاء على أيدي الفاطميين، وقال: «وكيف حدث ذلك. ألا تقص علي الخبر؟ قل بالله، قل.»
قالت: «أحب قبل كل شيء أن أكاشفك بسر آخر يخصني.»
قال: «تفضل يا سيدي.»
قالت: «أنت تخاطب فتاة لا رجلا.»
قال: «أصحيح ذلك؟ قد توسمت في هذا الصوت لطف النساء لكنني رأيت في هاتين العينين قوة الرجال ... أما وقد أطلعتني على هذا السر فهل تتممين جميلك وتفصحين لي عن حديث رسولي وكيف وصلت الرسالة إليك؟»
صفحه نامشخص