قال: «من لخم.»
قال: «وما جاء بك إلى هذا المكان ولخم تقيم في العراق. ألعلك ممن جاؤوا لنجدة الروم من لخم وجذام وبلقين فقد علمنا أن هرقل قد جند جندا فيه أخلاط من العرب المنتصرة.»
قال: «لست من أولئك بل جئت في حاجة ولا ألبث أن أعود.»
قال: «أصدقنا الخبر فإنك أسير بين أيدينا.»
قال: «قلت لكم الصدق.»
قال: «وما دليلك على ذلك.»
وكان عبد الله قد عرف من لغتهم ولباسهم أنهم من قريش فتذكر أبا سفيان فظن استشهاده به ينجيه من الخطر فقال: «ودليلي أنني كنت في الأمس مع أبي سفيان أمير قريش وهو صديق لي حميم فإذا كان بينكم اسألوه.»
فما أتم كلامه حتى قطب الأمير وجهه وقال له: «أأنت صديق لذلك الكافر فإنك لم تزدنا في شأنك إلا شكا وما الذي جرك إلى صداقة هذا الزميم.»
فارتبك عبد الله في أمره ولم يدر كيف يخلص نفسه من ذلك الإقرار ولكنه تجلد وقال: «عرفته منذ بضعة أيام فقط وقد جاء لتجارة إلى هذه الأنحاء فاصطحبته زمنا يسيرا ثم افترقنا بالأمس.»
قال ذلك وقد تذكر حكاية أبي سفيان وعدواته لصاحب دعوة الإسلام فأدرك أنه بين يدي رجال صاحب الدعوة الإسلامية فلم يزد شيئا.
صفحه نامشخص