قالت: «هما ابن عمي ثعلبة وحماد.»
قالت: «رأيتهما عادا مرتين.»
قالت: «تسابقا أولا فسبق حماد فأنكر ثعلبة ذلك على نفسه ونسب السبق إلى الفرس فتنازل له حماد عن فرسه وركب هو فرس ثعلبة ويا ليتنا بقينا على العار الأول لأن ثعلبة عاد مخزولا هذه المرة أيضا ومما استغربته أن حمادا جاء بالقصبة مبتورة كأنها ضربت بسيف.»
فضحكت سعدى وقالت: «ألم يخبركم بسبب بريها» قالت: «لا وكنت عازمة على البحث عن سبب ذلك فرأيت حمادا لا يريد فكففت.»
فقالت: «بورك فيه انه بالحقيقة شهم كريم الأخلاق ولا ريب عندي في أنه رفيع النسب.»
فطربت هند لامتداح والدتها حمادا وقالت: «ما معنى ذلك يا أماه هل تعلمين من أمر هذه القصبة شيئا.»
فهمست في أذنها قائلة: «نعم أعلم يا هند أن تلك القصبة قد قطعت بسيف ابن عمك ثعلبة.» فبغتت هند واشتاقت إلى معرفة تفصيل الخبر فاعتدلت على سريرها وقالت: «كيف وقع ذلك.»
قالت: «إن ابن عمك كان عازما على الفتك بذلك الشاب سامحه الله ووالله لو فعل ذلك لألبسنا عارا لا تمحوه الأيام.»
فازدادت هند استغرابا وقالت لها: «وما أدراك بذلك يا أماه.»
قالت: «رأيتهما رأى العين.»
صفحه نامشخص