قال سلمان: «وهل يمكنها رفضه.»
قال: «لا أدري والظاهر أنها رفضته.» وكان الخادم قد سمع بأمر حماد ورغبة هند فيه ولكنه تجاهل لئلا يقال انه باح بالسر وود أن يكون سلمان البادئ بالخبر.
وأما سلمان فلم يعد يستطيع صبرا على كتمان هذه الأخبار عن سيده ولكنه أراد معرفه ما دعا إلى استقدام حماد فقال: «وهل سمعت أمرا حدث قريبا في القصر.»
قال: «لم اسمع شيئا ولكنني رأيت سيدي الأمير جبلة جاء بالأمس فمكث عندنا بضع ساعات قضاها في المسارة هو والأميرة ثم عاد إلى البلقاء وفي حال خروجه استقدمتني سيدتي وأنفذتني إليكم.»
فأدرك سلمان ان مجئ جبلة لم يكن إلا لأمر الخطبة وترجح عنده انه رضي بحماد ولولا ذلك لم يكن ثمت داع لاستقدام حماد على اثر رجوعه حالا فدخل على سيده وكان متكئا على اثر عودته من صيد قريب وقلبه يطفح سرورا ودلائل الانبساط ظاهرة على وجهه لسبب لا يعرفه احد فدخل عليه سلمان وحياه وهو يبتسم.
فقال له: «ما وراؤك يا سلمان أني أراك مبشرا.»
قال: «عساها أن تكون بشرى خير يا سيدي.»
قال: «وما ذلك.»
قال: «أن أهل صرح الغدير بعثوا يستقدمونك إليهم فهل تذهب أم أنت في شاغل الآن.» قال ذلك وهو يضحك.
فجلس حماد وهو يظنه مازحا وقال: «لا أبالى دعاني أهل الصرح أم لا فإني أراني سعيدا منذ فتحت عيني في هذا الصباح.»
صفحه نامشخص