فقالت: «أهلا ومرحبا فإننا نستعد لاستقباله.» ثم دخلت وقد علمت انه آت ليسألها بشأن هند وثعلبة.
فانقبضت نفسها وشعرت بحرج المقام وجعلت تفكر في حل ذلك المشكل وفيما هي غارقة في بحار الهواجس جاءت هند وكانت قد رأت الفارس وعلمت سبب مجيئه فخفق قلبها لما يعترض آمالها من الشكوك وتوقعت أن ترى والدتها في ارتباك فلما علمت بخلوتها دخلت بغتة فرأتها في ما تقدم من الانقباض فحيتها فانتبهت سعدى لحالها فحاولت الابتسام لتخفي ما يخامر قلبها فابتدرتها هند بصوت مختنق قائلة: «لا يشغلك شاغل يا أماه فما في الأمر ما يدعو إلى هذا الاهتمام.»
فقالت سعدى: «لست في اهتمام يا ولدي ولكنني اشعر بانحراف في صحتي.»
فقالت: «صدقت ولكن سببه هند هذه.»
قالت: «حاشا وكلا فانك تسليتي ومنشأ سعادتي ألا ترينني حالما وقع نظري عليك انشرح صدري وانبسط وجهي.»
قالت: «أرى ذلك ولكنني أرى عليه صبغة التكلف فلا ترتبكي ولا تقهر نفسك فان كل حال تزول.» وأرادت هند أن تختبر والدتها وتستعيد وعدها لها قبل قدوم والدها لان على اجتماعهما هذا يتوقف مستقبلها.
فقالت سعدى: «ما بالك تكلمينني بالرموز ألم تتحققي حتى الآن أني على ما وعدت.»
قالت: «قد تحققت ذلك ولكنني أراني سببت لك تعبا وارتباكا.»
قالت: «أن تعبك راحة فاقلعي عن هذه الظنون وهلم بنا نتدبر الأمر فنتفق على خطة نسير عليها لأن والدك قادم غدا ولا أظنه إلا فاتحا حديث ثعلبة فما ظنك فيما نجيبه به.»
قالت: «أنت تعلمين ما في قلبي فأجيبيه بمقتضى حكمتك أما أنا إذا سئلت فلا جواب عندي غير السلب ولومهما كلفني ذلك.»
صفحه نامشخص