فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

ابو عبید البکری d. 487 AH
79

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

پژوهشگر

إحسان عباس

ناشر

مؤسسة الرسالة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٩٧١ م

محل انتشار

بيروت -لبنان

١٧ -؟ باب الحديث يستذكر به حديث غيره قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا " الحديث ذو شجون " (١) يحدث بهذا المثل عن ضبة بن أد، قال: وكان بدء ذلك أنه كان له ابنان، يقال لأحدهما سعد والآخر سعيد، فخرجا في طلب إبل لهما، فرجع سعد لوم يرجع سعيد، فكان ضبة كلما رأى شخصًا مقبلًا قال " أسعد أم سعيد " فذهبت كلمته هذه مثقلًا. قال: ثم إن ضبة بينما هو يسير ومعه الحارث بن كعب، في الشهر الحرام، إذ أتيا على مكان (٢) . فقال الحارث لضبة: أترى هذا الموضع فإني لقيت فيه فتى من هيئته كذا وكذا فقتلته وأخذت منه هذا السيف، فإذا هي صفة سعيد، فقال له ضبة: رني السيف أنظر إليه، فناوله فعرفه ضبة، قال: فعندها قال " إن الحديث ذو شجون " فذهبت كلمته الثانية مثلًا أيضًا. ثم ضرب به الحارث حتى قتله، قال: فلامه الناس على ذلك وقالوا: أتقتل في الشهر الحرام؟ فقال: " سبق السيف العذل " فذهبت كلمته الثالثة مثلًا أيضًا، ويقال إنما هو العذل، وإنما جاز في الشعر للضرورة (٣) .> ع: قد ذكر أبو عبيد هذا المثل وأول من نطق به، وترك معنى قولهم: ذو شجون، ومعناه أن يدخل بعضه في بعض، ويجر بعضه بعضًا، مأخوذ من الشواجن فيها، وهي أودية كثيرة الشجر غامضة، يقال: أشجنت الأرض إذا كثرت الشواجن فيها، وهي الأودية، والشجون أيضًا الحاجات، واحدها شجن، قال الشاعر (٤):

(١) انظر أمثال الضبي: ٧٦ وما هنا فيه اختلاف وبعض إيجاز. (٢) في الضبي: إذ مرا على سرحة بمكان. (٣) ويقال إنما هو العذل الخ ... من الحاق ابن الأنباري كما في هامش ف. (٤) الشاعر هو مدرك بن حصن الفقعسي، ونص البيت: ذكرتك حيث استأمن الوحش والتقت ... رفاق به والنفس شتى شجونها

1 / 67