فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

ابو عبید البکری d. 487 AH
44

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

پژوهشگر

إحسان عباس

ناشر

مؤسسة الرسالة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٩٧١ م

محل انتشار

بيروت -لبنان

طاف به وألطفه وهو به حف وحفي، والحفان: الخدم، وقيل معنى من حفنا في هذا المثل (١) أي سمع له حفيفًا بالثناء (٢) . وقال الأصمعي (٣): ومن أمثالهم " هو يحف له ويرف " أي يقوم له ويقعد، وينصح ويشفق، وأصل هذا المثل على ما ذكر ابن الأعرابي أن أعرابيًا خرج فرأى نعامةً غصت بصعرور (٤) - وهي الصمغة الجليلة؟ فثبتت قائمةً، فعدا إلى الحيّ ليجيء بشيء يشده في عنقها وهو يقول: من حفنا أو رفنا فليترك، وأخذ خمار أمة وأتى النعامة وهي قد أساغت الصمغة، وذهبت. فمعنى رفنا على هذا أنالنا وأعطانا. يقال: رففت الرجل أرفه: إذا أسديت إليه يدًا. وقال ابن الأعرابي عن العقيلي: حفه إذا أطعمه قثدر الشبع ليس فيه فضل وهو الحفف في الطعام. وأنشد عمرو عن أبيه: أوفت له كيلًا سريع الإغدام (٥) ... فيه غنىً عن حففٍ وإعدام في سنوات كن قبل الإسلام ... كانت ولا يبعد إلا الأصنام قال أبو عبيد: ومنه حديث مرفوع أن رجلًا جاء إلى النبي ﵊ فقال: أنت أفضل قريش قولًا وأعظمها طولًا، فقال النبي ﷺ: يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان. ع: معنى قوله ﵇ لا يستجرينكم: لا يتخذنكم إجريًا أي وكلاء

(١) ص: القيل. (٢) س ط: أي أن يسمع له حفيف بالثناء. (٣) انظر السمط: ٤٢٦ حيث نقل أبو عبيد البكري ما جاء في هذا المثل عن الأصمعي، ثم نقل (٤٦٥) أن المثل عند ابن سلام " فلان يحفنا ويرفنا " أي يعطينا ويميرنا، ولم يورده كذلك هنا. (٤) س: بصفرود. (٥) الاغذام: الأخذ الكثير من كل شيء، وفي الجمهرة ٣: ٤٧٦. إذا أنيخت فالتقوا بالاهجام ... أوفت لهم كيلا سريع الاغذام

1 / 32