254

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب

ژانرها

(حديث أبي هريرة ﵁ الثابت في الصحيحين) أن رجلًا كان يأكل أكلًا كثيرًا، فأسلم، فكان يأكل أكلًا قليلًا، فذُكر ذلك للنبي فقال: (إن المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء).
ولذلك نهى النبي عن كل شيءٍ يدعو إلى الشره في الطعام كأن يقرن الرجل بين التمرتين جميعا الحديث الآتي:
(حديث ابن عمر ﵄ الثابت في الصحيحين) قال: نهى النبي أن يقرن الرجل بين التمرتين جميعا حتى يستأذن أصحابه.
﴿تنبيه﴾: السبب في ذلك لأن ذلك يكون سببًا في الطمع والشره وسوء الخلق.
ونهى النبي ﷺ عن التجشأ كما في الحديث الآتي:
(حديث ابْنِ عُمَرَ ﵄ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي ﷺ قال: قَالَ تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ " كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شِبَعًا فِى الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير.
(كف عنا جشاءك) هو الريح الذي يخرج من المعدة عند الشبع
(فإن أكثرهم) يعني الناس
(شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة) والنهي عن الجشاء نهي عن سببه وهو الشبع وهو مذموم طبًا وشرعًا كيف وهو يقرب الشيطان ويهيج النفس إلى الطغيان والجوع يضيق مجاري الشيطان ويكسر سطوة النفس فيندفع شرهما ومن الشبع تنشأ شدة الشبق إلى المنكوحات ثم يتبعها شدة الرغبة إلى الجاه والمال اللذان هما الوسيلة إلى التوسع في المطعومات والمنكوحات ثم يتبع ذلك استكثار المال والجاه وأنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ثم يتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ثم يتداعى ذلك إلى الحسد والحقد والعداوة والبغضاء ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء والبطر والأشر وذلك مفض إلى الجوع في القيامة وعدم السلامة إلا من رحم ربك.
(حديث معاذ ﵁ الثابت في صحيح الجامع) أن النبي ﷺ قال: إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين.
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير.

1 / 253