وقرب الظهر عاد الكاهن من حقله، فعرج على ابنه الروحي، فتناوم قرياقوس لأن زيارة الكاهن للمريض غير مرغوب فيها؛ إنها تفزعه وخصوصا إذا كان كقرياقوس لا يرتاح إلى حديث خوري يحضه على تحسين صلاته بالله والقريب. فهو يعتقد أن الله أكبر من أن يبالي بالصغائر التي يذكرها الكهنة، أما القريب فليس الحق على قرياقوس ...
وتغدي قرياقوس، ونام ملء جفونه يحلم بالعشاء، وبينما كان يشخر رأت أم يوسف عتمة تخيم عند بابها الغربي. ظنت أن غيمة تغطي عين الشمس، فهمت بإدخال الفرشة المعروضة للشمس والهواء، وفكرت بدق شقوق السطح لتتقي «الدلف».
14
ولكن غمرتها انجلت إذ رأت الهركولة
15
تسد الباب، ثم تجتاز ذلك المضيق بانزعاج فتنقشع الظلمة، وبعد أن توقفت قليلا ولهثت مرات قالت: كيف حال قرياقوس؟ - أحسن، الحمد لله. - سلامة قلبه، الله يتحنن عليك يا أختي، وأشارت بيدها نحو قرياقوس، كأنها تربت
16
له، فيطول نومه، وتفرغ ما جرابها من أخبار ومواعظ. وظلت هنيهة تحاول القعود كأنها جمل يبرك، ولكنها لم تتوقف عن الحديث في أثناء تلك المحاولة، بل قالت وهي تطوي ركبتيها: كيف حالك أنت يا حبيبتي؟ - نشكر الله.
وما بلغت الأرض حتى أجابت: كل ساعة. ولما استقرت قالت: يا ويل من يتخلى عنه ربه! «الهركولة» أخت هريرة
17
صفحه نامشخص