وعاد وجنوده إلى جبيل بعدما وعد أخصام قرياقوس «بملحوظات» محلية، تحرق دين قرياقوس من تسع وتسعين جهة ... وتهتك حريمه، ولو شهد عليه واحد فقط أخذه مكتفا إلى جبيل، وربطه في ذنب الحصان، ولكن ...
كانت مقاومة قرياقوس في كل أزمة كمقاومة زهرة اللوز لعواصف شباط، تأخذ منها كل شيء إلا الجرثومة، لم يكن قرياقوس زهرة بل شوكة، لا يدري متى ترفع رأسها لتدمي.
أرضى الآغا الخصوم، أما قرياقوس فلم يرض. ها هو يبل وجهه ويديه بقليل من الماء، ويلبس ثياب «الشريعة»:
31
سكربينة صنع الزوق، وطربوشا مغربيا ذؤابته - شرابته - مائة درهم، مشدودة عليها «وربة» من الحرير الشامي، وصديرية مخمل مزررة يغلف بها ذلك الصدر البعيري، وفوقها كبران مفتك - مطرز - وزنار من الكشمير مقلم، وشروال صوف أسود مطرز على الفخذين والساقين بالبريم الحريري، خاطه قرياقوس يوم عرسه الأول.
32
وبينما كان يلبس ثياب «الشريعة» كانت زوجته تغسل السطل، وهو يحثها مناديا: عجلي يا أم يوسف، تحركي يا حرمة، ثم يخاطب نفسه بصوت مسموع: الهدية مفتاح الباب.
ثم يعود إلى مخاطبة زوجته: لا تنهمي يا مرين، أنا قرياقوس أنا! وحق القربان الطاهر، وحق مار روحانا إن بقي الآغا في جبيل أحش شواربي.
ومشى قرياقوس يهدف
33
صفحه نامشخص