وقف إلياس الزغير بالباب فملأه وأظلم البيت. وما حيا العم أبا مارون بلهجته الرخوة حتى مد القدر إصبعه المدبرة، واستبقت الوالدة الحديث، وأهلت بإلياس ورحبت ضاحكة قائلة: منذ زمان هذا القمر ما بان، أيش حامل على ظهرك يا إلياس؟ - لحم يا أم مارون، رخص مثل الخس، وأرخص من الفجل. الرطل بربع مجيدي يا أم مارون، عنزة مثل الخنزير تهورت
3
بالعاصي
4
والله العظيم، وحق القربان الطاهر، كانت تحلب الرطل مرتاحة. - يا حينها! يا خسارتها يا إلياس! الله يعوضك عليك، بالرزق ولا بصحابه يا بو ناصيف. خذ لك إقة يا حنا، اجبر عنه، مسكين إلياس، كان يترك عنزاته ترعى ويساعدنا في مشق ورق القز ...
أما الوالد فتجبر ولم يجبر عثرة جارنا الماعز، لا بخلا ولا شحا، ولكن ... بما أن الوالدة قالت: نعم، فعليه إذن أن يقول لا. تلك كانت خطته معها. فليس للمرأة أن تسبق الرجل إلى شيء.
وأخذت الوالدة تبربر،
5
وزعم الوالد أنه لا يدخل بيته لحم لا يعرف أصله وفصله. فتضاحكت الوالدة، وقالت: أهو من بيت شهاب! حرام اجبر عنه يجبر الله عنا وعن أولادنا.
فتمسك الوالد بنصائح فنديك، ويوحنا ورتبات.
صفحه نامشخص