ليبيت ليلته عند نسيبة له.
كان أبو يوسف مفكرا على خلاف عادته. فستة خيالة لا تحمي بطنه ، فكيف بظهره. لا موسم حرير يرتجى، والنحل يعلم الله كيف يكون ... فاتح نسيبته حنة لعلها ترشده إلى من يدينه مبلغ ثلاثين ليرة، فأجابته بكل سذاجة: شر الصباح ولا خير المسا.
انبسط وجه قرياقوس في الحال، وشرع يعرض عليها فصول روايته مشهدا مشهدا، أخذت المرأة تهوم
21
وقرياقوس يثرثر؛ حتى أطارت نعاسها إحدى نبراته الصاعقة، فنهضت فجأة متمنية له ليلة سعيدة.
وانبطح قرياقوس على فراشه ولكنه لم يغف، طفق يفكر في أولئك الذين سيشكوهم الخوري إلى «الباشا»، فلم يشك قط في أن خصمه أولهم، فاستراح باله ونعس. وبعد هنيهة شخر ونخر، وغط غطيط البكر
22
شد خناقه، فحرم أهل البيت النوم، لا يستغرب هذا ممن تعشى قدرا محشوة ورق عنب، ونصف إقة سمك ومثلها أو أكثر حلاوة، أما الخبز فلا يعد.
وعند الفجر الكاذب
23
صفحه نامشخص