296

کتاب فرید در اعراب قرآن مجید

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

ویرایشگر

محمد نظام الدين الفتيح

ناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

محل انتشار

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

عنهما، وهو أصل الأذن (١).
﴿كَذَلِكَ﴾: الكاف الأَول في محل النصب على أنه وصف لمصدر محذوف، أي: إحياءً كذلك، وفي الكلام حذف، أي: اضربوه فَيُحْيَا (٢)، فضربوه فَحُيِيَ، والذي سوغ حذف ذلك قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى﴾.
﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٧٤)﴾:
قوله ﷿: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ الزمخشري: معنى ﴿ثُمَّ قَسَتْ﴾: استبعاد القسوة من بعد ما ذكر ما يوجب لين القلوب ورقتها، وصفة القلوب بالقسوة والغلظ مَثَلٌ لنبوِّها عن الاعتبار، وأن المواعظ لا تؤثر فيها (٣).
يقال: قَسا قلبه قَسْوَةً وقَسَاوةً، وقَسَاءً بالفتح والمد، إذا غَلُظَ ونبا عن الاعتبار وقبول الموعظة. وحذفت الألفُ المنقلبة عن الواو من ﴿قَسَتْ﴾ لالتقاء الساكنين هي وتاء التأنيث.
﴿مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾: الإشارة إلى إحياء القتيل، أو إلى جميع ما ذكر من الآيات المعدودة: من المَسْخ، ورَفْعِ الجبل فوقهم، وانبجاس الماء من الحجَر.
﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ﴾: ابتداء وخبر، والكاف هنا يَحتمل أن يكون حرف جر، وأن يكون اسمًا، فإن جعلته حرف جر كان متعلقًا بمحذوف، وإلَّا

(١) خرّج الطبري بعض هذه الأقوال، وذكر البغوي قسمًا منها، وعدّها الماوردي خمسة، وأوصلها ابن الجوزي إلى ستة. قال ابن جرير ١/ ٣٦٠: والصواب أن يقال: أمرهم الله جل ثناؤه أن يضربوا القتيل ببعض البقرة ليحيا المضروب، ولا دلالة في الآية ولا خبر تقوم به الحجة على أي أبعاضها.
(٢) في (أ) ليحيا. باللام.
(٣) الكشاف ١/ ٧٦.

1 / 296