پروانه و تانک
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
ژانرها
وجال في خاطر ديفيد: أنا أهتم بذلك الأمر. فقد رأيته في ضوء القمر وكان وحده، ولكني كنت مع كيبو. وكيبو كان معي. ولم يكن الفيل يقوم بأي ضرر، وها نحن الآن نتعقبه بعد أن جاء ليرى صديقه الميت، وسوف نقتله هو الآن. إنها غلطتي. لقد خنته.
والآن، حدد جمعة أثر الطريق وأشار لوالده وانطلقا.
وجال بخاطر ديفيد: لا حاجة لوالدي أن يقتل أفيالا كيما يعيش. لم يكن بوسع جمعة أن يعثر على الفيل لو أنني لم أره. لقد أتيحت له الفرصة لصيده ولكنه لم يفعل إلا أن أصابه بجروح وقتل صديقه. وجدناه أنا وكيبو ولم يكن من الواجب علي أن أخبرهما، بل أن أحتفظ بسره ويكون لي وحدي دائما وأدعهما سكارى من شرب البيرة في المزرعة. كان جمعة ثملا إلى حد لم تستطع معه إيقاظه. وسوف أحتفظ بكل شيء سرا على الدوام. لن أقول لهما أي شيء بعد ذلك أبدا. لو قتلا الفيل فإن جمعة سوف ينفق نصيبه من ثمن العاج على الشراب، أو يبتاع لنفسه زوجة أخرى. لماذا لم تساعد الفيل حين كان ذلك بإمكانك؟ كل ما كان عليك أن تفعله هو ألا تذهب معهما في اليوم الثاني. كلا، لم يكن هذا ليمنعهما. كان جمعة سيستمر. كان يجب عليك ألا تخبرهما أبدا، أبدا. حاول أن تتذكر ذلك. لا تقل لأي شخص أي شيء أبدا. لا تقل لأي شخص أي شيء مرة أخرى أبدا.
وانتظر والده إلى أن لحق بهما، وقال برقة بالغة: لقد استراح هنا. إنه لا يسير كما كان قبلا. سوف نلحق به في أي وقت الآن.
قال ديفيد بهدوء شديد : اللعنة على صيد الأفيال.
قال له والده وهو ينظر إليه ببرود: احذر أن تفسد الأمر.
جال بخاطر ديفيد: إن الأمر مؤكد. إنه ليس غبيا. إنه يعلم كل شيء الآن ولن يثق به ثانية. هذا حسن. لا أريده أن يثق بي؛ لأنني لن أخبره ولا أي شخص آخر أي شيء أبدا مرة ثانية، أي شيء مرة ثانية أبدا. أبدا أبدا مطلقا.
وفي الصباح كان عند المنحدر الأقصى من الجبل مرة أخرى. ولم يكن الفيل بعد مرتحلا كما كان سابقا، بل كان يتحرك بلا هدف الآن، ويتغذى أحيانا، وكان ديفيد يعلم أنهم يقتربون منه.
وحاول أن يتذكر كيف كان شعوره. لم يكن يكن الحب للفيل بعد، لا بد أن يتذكر ذلك. كان ينتابه شجن فحسب نتيجة تعبه، وهو ما جعله يتعاطف مع حالة كبر السن. فعن طريق صغره في السن تعلم كيف يكون الأمر عند التقدم في العمر.
وأحس بالوحدة دون كيبو وتفكر كيف أن قيام جمعة بقتل صديق الفيل قد جعله يكره جمعة وجعل الفيل أخا له. وعرف عندها كم كان مهما بالنسبة له أن رأى الفيل في ضوء القمر وتبعه، واقترب منه كثيرا حتى إنه رأى نابيه الهائلين. ولكنه لم يعرف أنه لن يكون هناك شيء جميل كهذا بعد ذلك أبدا. كان يعرف الآن أنهما سيقتلان الفيل وأنه ليس بوسعه القيام بأي شيء بشأن هذا الأمر. لقد خان الفيل حين عاد إلى المزرعة وأخبرهما بوجوده. وجال بخاطره: إنهما ليقتلاني ويقتلان كيبو لو كان لنا عاج. وعرف أن ذلك غير صحيح.
صفحه نامشخص