کتاب الفرائد در معرفتِ الواحد حی

مهدی احمد بن یحیی حسنی d. 840 AH
30

کتاب الفرائد در معرفتِ الواحد حی

كتاب الفرائد في معرفة الحي الواحد

ژانرها

فقه شیعه

قوله "لا يجوز عليه الرؤيات" يعني في الدنيا ولا في الآخرة وهذا مذهبنا وقال الأشعري: نرى في دار الآخرة رؤيا غير معقولة لا من أي الجهات الست ويراه المؤمنون لا غير وقال حسبي أن نراه في الآخرة بحاسة سادسة غير الحواس الخمس، وقال في الحشوية: نرى بالأبصار رؤيا معقولة لأنهم مجسمة وقد تقدم إبطال مذهبهم واحتج القائلون بالرؤية في الكتاب والسنة والكتاب قوله تعالى:[ ] { وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة } (1) والسنة قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: [ ]((سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته)) (2) والدليل على صحة مذهبنا دليلان سمعي وعقلي.

أما السمعي فقوله تعالى:[ ] { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } (3) فإن قلت: ومن أين ثبت أن معنى لا تدركه لا تبصره.

قلت: الإدراك معاني لا يعقل منها في هذا الموضع إلى البصر أحدها: اللحوق: نحو أدرك فلان زمان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أي لحقه. وثانيها: الاتباع: نحو أدركت الفاكهة إذا أينعت ونضجت. وثالثها: البلوغ: كأدركت الصبية أي بلغت. ورابعها: الاحساس بالحواس الخمس: نحو أدركت طعم هذا أو شمه أو صوته وشخصه ومعنى أدركت شخصه أبصرته لا معنى غيره مما ذكرنا [ 8 ب -أ].

فإن قلت: فإذا كان معنى لا يدركه لا يبصره كما يؤمنك أنه نفاه في الدنيا كما قال الخصم لا في الآخرة.

صفحه ۳۴