الحمد لله عالم الغيب والشهادة، المتفرد باستحقاق العبادة، أحمده حمد معترف بالتقصير عن شكره، وأسأله التوفيق للقيام بنهيه وأمره، وأشهد أن لا إله إلا هو مخلصا له الدين مسلما، لأمره في كل حين، وأشهد أن محمد رسوله الأمين، المبعوث بلسان عربي مبين، -صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وسلم عليه وعليهم أجمعين وبعد:
فلما كان شرف العلم بشرف المعلوم، وكان ذات الباري تعالى أشرف المعلومات كانت معرفته أهم المهمات، وكان المتكفل ثباتها هو العلم المسما في لسان المتكلمين بأصول الدين. وكنت قد جمعت فيه مختصرا يليق بأهل الأوان إذ نكبت هممهم عن الإقبال على بسائط وكلت فطنهم عن نقل الوسائط، حتى أدى ذلك إلى التسامح به حتى رفظوه جانبا وأخلوا به واجبا، وجمعت فيه جمهور الأدلة العقلية والسمعية بإشارات يقبلها الطبع [2أ-أ].
صفحه ۶