((واشهد أن لا إله إلا الله)) هذا مذهبنا والخلاف في ذلك مع الثنوية والمجوس والنصارى أما الثنوية فقالوا بصانعين قديمين وهما النور والظلمة، فالخير مخلوق النور ولا يقدر على الشر والشر مخلوق الظلمة، ولا يقدر على الخير والخير عندهم ما تشتهيه النفوس والشر عكسه، وأما المجوس فقال بصانعين أيضا أحدهما يسمى بردان واتفقوا على قدمه وهو الباري تعالى الله والآخر أهزمس وهو الشيطان واختلفوا في قدمه فمنهم من قال به ومنهم من لم يقل به ويخلق بردان الخير وهو المستهما ويخلق أهزمس العكس وأما النصارى فقالوا: بثلاثة كما حكى الله عنهم. فقالوا: بأن الباري جوهر على الحقيقة ثلاثة أقائم على الحقيقة (أقيوم) الأب ذات الباري تعالى وأقيوم (الإبن) وهو الكلمة وأقيوم (روح القدس) وهو الحياة.
والدليل على صحة مذهبنا ما أشرنا إليه في المختصر(1) وهو قولنا (وإلا جوزنا المحالات تلك) المحالات: هي التابعات مثالها أنا نجوز أن يزيد أحدهما تحريك جسم والأخر تسكينه، فإذا وقع مرادهما كان ذلك الجسم متحركا ساكنا وهذا محال، وإن لم يقع بأن يتمانعا خرجا عن الحركة والسكون مع وجوده، وذلك محال فهذه التمانعات وإن وقع مراد أحدهما دل على عجز الأخر والعجز لا يجوز على محدث الجسم لأن من شأنه أن يكون قادرا لذاته على مذهبنا أو لأمر قديم عند غيرنا فلا يجوز عليه العجز حينئذ، وهذا معنى التعجيزات. فإن قلت: فما يبطل قول الخصماء؟.
صفحه ۱۹