فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
ژانرها
جستجوهای اخیر شما اینجا نمایش داده میشوند
شماره صفحهای بین ۱ - ۱۱۰ وارد کنید
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
تقی الدین ابو الطیب المکی الحسنی الفاسی d. 1450 AHفرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
ژانرها
غدا تخلو المدارس الكبرى والصغرى من تلامذتها كما تخلو الأعشاش من صغارها. غدا، هذه الأماكن الطاهرة الجميلة التي تنشأ فيها الأجيال بعضها بعد بعض، والتي يدوي الآن في فضائها صراخ أبناء الإنسانية الصغيرة، تصبح ساكتة هادئة لا يسمع في جنائنها غير غناء الطيور التي تزداد غناء في غياب رفقائها التلامذة، كأنها استوحشت وحدها فقامت تشكو فراقهم.
ولا يخفى ما في منح المدارس فرصها الصيفية (المسامحات) من الحكمة والفائدة، فإن المقصود من إعطاء التلامذة فرصة شهر أو شهرين أو ثلاثة أشهر في السنة هو على ما نرى خمسة أمور:
أولا:
راحة أدمغة الطلبة والمعلمين من تعب الدرس مدة تتجدد فيها قواهم العقلية والجسدية.
ثانيا:
إظهار الفرق للتلامذة والمعلمين بين العمل والبطالة، وكيف أن الأول سار مفيد مع ما فيه من العناء، وكيف أن الثاني مضجر مضر مع ما فيه من الراحة، فيعود كل من الفريقين إلى أعماله المدرسية أكثر نشاطا وأشد شوقا إليها.
ثالثا:
عودة التلامذة إلى المعيشة العائلية مع أهلهم لاستعادة بعض ما أفقدتهم إياه المعيشة المدرسية من الانعطاف العائلي؛ لأنه من الثابت - ويا للأسف - أن المعيشة المدرسية؛ ونعني بها هنا المعيشة في المدارس الداخلية، تسلب من قلب التلميذ قسما من الألفة البيتية.
رابعا:
جعل السنة المدرسية شوطا بعيدا يجري فيه التلميذ على أمل أن يصل إلى الغاية؛ أي الراحة بعد التعب، وإحراز قصب السبق في الامتحان بعد طول الدرس والتنقيب، فإن هذا الأمل مما يخفف عليه مشاق الدرس، ويجعله يقطع تلك الطريق الطويلة بشيء من السهولة.
صفحه نامشخص