والرومانسكي والإيطالي المبكر، ليست مع ذلك ميراثا من الفترة الأيقونوكلاستية، إنها الظل الطويل الذي ألقته عبر التاريخ إصبع روما الإمبراطورية، لم يكن الأذى الذي اقترفه الأيقونوكستيون متعذر الإصلاح ولكنه كان خطرا. أطلق المسئولون البيزنطيون، مخلصين لطبقتهم، أطلقوا العنان لذوق في الأثاث، مانحين بذلك هجومهم وخزا غير متعمد، وكشأن نبلاء النهضة الكلاسيكية حطوا منزلة الفن، الذي هو ديانة، إلى تنجيد، إلى حرفة وضيعة. لقد رعوا حرفيين لم يكونوا ينعمون النظر في قلوبهم بل في الماضي؛ من جاء من بلاط الخليفة بنماذج بارعة، ومن العصر الكلاسيكي القديم بإيهامات أنيقة؛ لكي تقوم مقام التصميم الدال، وقد نظروا إلى اليونان، وروما مثلما فعل رجال النهضة، ومثلهم أضاعوا في علم التمثيل فن الخلق، في عصر الأيقونوكلاستيين بدأت النمذجة - النمذجة الرومانية الفظة - تنتأ وتلتف على نحو زخرفي في القسطنطينية، القرن الثامن في الشرق هو بشير القرن السادس عشر في الغرب؛ إنه استعادة المادية مع عشيقها: الفن الخنوع، يروي لنا فن الأيقونوكلاستيين حكاية أيامهم؛ إنه فن وصفي، ورسمي، وتلفيقي، وتاريخي، وبلوتوقراطي، وبلاطي، وسوقي، ولحسن الحظ كان انتصاره جزئيا وسريع الزوال.
ذلك أن الفن كان بعد عفيا بحيث لا تخنقه حفنة من كبار الموظفين المهذبين، وفي النهاية انتصر النساك، وتحت الريجنت تيودورا (842م) استعيدت الصور أخيرا، وتحت الأسرة البازيلية (867-1057م) والكومنينية
15
تمتع الفن البيزنطي بعصر ذهبي ثان، ورغم أني لا يمكنني أن أرفع أفضل فن بيزنطي للقرن التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر إلى نفس المستوى العالي الذي أضع فيه مستوى فن القرن السادس؛ فأنا أميل إلى أن أضعه في مستوى أعلى، لا من أي شيء سيأتي فحسب، بل أيضا من أرقى منجزات لأزهى عصور مصر وكريت واليونان. (2) تألق وانحدار
Greatness and Decline
بعد أن ألقينا نظرة على بدايات الفن المسيحي ينبغي ألا نتلكأ عند التاريخ البيزنطي؛ فالتجار والصناع الشرقيون الموغلون في أوروبا الغربية من البحر الأدرياتيكي وعبر وادي نهر الرون حملوا معهم الخميرة، والرهبان الذين احترشتهم من الشرق الاضطهادات الأيقونوكلاستية وجدوا أوروبا الغربية مسيحية وغادروها دينية. إن قوة الحركة في أوروبا بين سنة 500 و900م لا تقدر في عامة الأحوال حق قدرها، يعود ذلك جزئيا إلى أن آثارها الباقية غير واضحة؛ فالمباني هي الأشياء التي تقتنص العين، وقلما توجد خارج رافينا عمارة مسيحية لهذه الفترة. كذلك جدا ما يسمح للفن المهذب المدلل لبلاط النهضة لشارلمان أن يسيء تمثيل عصر ويغثي آخر، ومعظم تلك الحلي التافهة الوفيرة المصنوعة للأباطرة الكارولينيين والأوتونيين، والتي يمكنك أن تراها الآن في آكن
Aechen ،
16
بهيمية شأنها شأن أي شيء آخر مصنوع فقط لكي يكون ثمينا؛ إنها تعكس الذوق الجرماني في أسوأ حالاته، ومن الحكمة في اقتفاء خط المنحدر المسيحي وتقدير قيمته أن نتغاضى حتى عن أفضل الجهد التيوتوني؛
17
صفحه نامشخص