The High Renaissance ، وأنني أغبن القرن الثامن عشر، وأنني أظن؛ لدواعي الحذلقة النظرية المعيبة، أن علي أن أخفف من إعجابي بالانطباعيين
Impressionists ، إن نبرة الكتاب، كما قلت، مفرطة الثقة، كما أنها عدوانية، وإن التعميمات الكاسحة، وتاريخ الأربعة عشر قرنا الذي قيل في خمس وسبعين صفحة لم يقل مثلما ينبغي أن يقال تاريخ يسرد بهذا الاختصار؛ أي بالأبيض والأسود، بل قيل بألوان صارخة الاختلاف، كما أن بعض الألوان زائف، وفضلا عن كل هذا، فهناك قدر من التفاؤل قمين أن يرتد مضحكا في ضوء الأحداث التي تمت في الخمسة والثلاثين عاما الأخيرة. غير أن الأحداث لم تكن إذ ذاك طوع يد المؤلف، ورغم ذلك فحين أعيد قراءة كتاب «الفن»، آخذا بالاعتبار جميع (وإن لم تزد، فيما أعتقد، عن جميع) الظروف المخففة التي يمكن أن تقدم دفاعا عنه، لا يسعني سوى الشعور بشيء من الحسد تجاه الشاب الجسور الذي كتبه.
كلايف بل
شارلستون، أكتوبر 1948م
الفصل الأول
ما هو الفن؟
What is Art? (1) الفرضية الإستطيقية
The Aesthetic Hypothesis
رغم أني أستبعد أن يكون ما كتب في الإستطيقا (علم الجمال) من هراء أكثر مما كتب في غيرها (فالتراث الإستطيقي أصغر من أن يبلغ ذلك) إلا أني لا أعرف بين جميع الموضوعات موضوعا افتقر تناوله إلى وضوح الغرض مثلما هو الحال في الإستطيقا، وتفسير ذلك غير خاف؛ فلا بد لمن ينبري لوضع نظرية محكمة ومقبولة في الإستطيقا أن يتحلى بخصلتين؛ الحساسية الفنية، والميل إلى التفكير الواضح. فمن افتقر إلى الحساسية فقد عدم الخبرة الإستطيقية (الجمالية)
aesthetic experience ، وجلي أن لا قيمة لأي نظرية إستطيقية لا ترتكز على خبرة جمالية واسعة وعميقة، فما كان لأحد غير مولع بالفن ولوعا متصلا أن يظفر بالمعطيات التي يمكن أن تستنبط منها نظريات مفيدة.
صفحه نامشخص