فن الکیمیا: ما بین الخرافات والعلاجات والمواد
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
ژانرها
لكن لو نظرنا إلى الصورة من منظور أحد أنصار نظرية الفلوجستون، لاختلف الأمر. إن الفحم غني ومحمل بالفلوجستون - جوهر النار. وكلس النحاس سيكون فعليا نحاسا مجردا من الفلوجستون. وتلك العملية الكيميائية الموضحة في الصورة من شأنها اختزال الكلس ليعود فلزا مرة أخرى بإعادة كامل محتواه من الفلوجستون له. فهل كان الشخص في وسط الصورة خيميائيا (ترى أهو مدع أم محتال؟) يغري مستثمرين ثريين كانا يأملان في مضاعفة ثروتيهما؟ أعتقد أن الأمر ليس كذلك. ربما يكون كيميائيا مبتدئا أو عالم معادن كفئا يطلب الدعم من بعض المستثمرين الأثرياء. (8) التصنيفات الكيميائية المذهلة للمعادن والرخويات
شهدت السويد في القرن الثامن عشر
81
ازدهارا كبيرا في مجال التعدين وصناعة المعادن؛ إذ أصبحت المصدر الرئيس للحديد لباقي بلدان أوروبا. إلى جانب ذلك، كانت السويد تتمتع بمورد طبيعي وفير آخر متمثل في الغابات البكر ، مما جعلها مركزا لصناعة الأخشاب وتصنيع الأثاث. وربما يفسر هذا تأسيس التصنيف العلمي المفصل لكل من مملكتي النبات والمعادن في السويد خلال هذه الفترة. على الناحية الأخرى، ربما كان ذلك التصنيف نابعا ببساطة من رغبة اللوثريين الشديدة في النظام والتناغم.
في عام 1753، نشر كارلوس لينيوس (1707-1778)
82
كتاب «الأنواع النباتية»، مقدما فيه أول تصنيف علمي ممنهج للنباتات المزهرة والسراخس. وكان التصنيف مستندا بوجه عام إلى البنى الخارجية (التكوين) لأجزاء الزهور. كذلك كان للمظهر الخارجي دور رئيس في تصنيف المعادن. على سبيل المثال، كان ذلك التصنيف يفترض أن الأحجار الكريمة والياقوت قريبا الصلة. وفي عام 1758، نشر سويدي آخر، هو أكسيل فريدريك كرونستيت [1722 (أو 1702)-1765]،
83 (دون الكشف عن هويته) كتابه «محاولات في علم المعادن». في هذا الكتاب، صنف كرونستيت كل المعادن في أربع مجموعات كيميائية: المعادن الأرضية، والمعادن الملحية، والمعادن الزفتية، والمعادن الفلزية.
83
ومع ذلك، فإن هذا التصنيف البسيط نشر بعد عامين فقط من إعلان بلاك اكتشافه «الهواء المثبت» (غاز ثاني أكسيد الكربون)، وكان ذلك قبل حوالي عقدين من الثورة الكيميائية.
صفحه نامشخص