فن الکیمیا: ما بین الخرافات والعلاجات والمواد
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
ژانرها
2
أو 2535000 مربع من الذهب، التي كانت ستزن 0,000000032 جرام.
17
أما المقترحان الثالث والرابع، فيتعاملان مع مفاهيم بويل للعناصر. كان بويل يعتقد في تحويل المعادن. بل إنه في مقال مجهول صدر عام 1678، أعاد بويل - بصوت شخص يدعى أريستاندر - سرد قصة عن مشاهدته عملية «تحويل ارتكاسي» (إذ ارتكس الذهب خيميائيا ليصير معدنا أقل قيمة) أجراها شخص يدعى بيروفيلوس.
18
حين يتساءل الشاهد الآخر، ويدعى سيمبليسيوس: «ما المغزى من تحويل الذهب إلى معدن أقل قيمة؟» يرد بويل الحكيم (أقصد أريستاندر) قائلا: «إذا كنت تعلم كيف تجري عملية تحويل في اتجاه معين، إذن يمكنك أن تجري عملية تحويل في الاتجاه الآخر كذلك.» ربما كان ينبغي تسمية هذا المقال «الكيميائي الساذج». وعلى أي حال، ثمة أمران واضحان وضوح الشمس؛ ألا وهما: أن مفهوم بويل عن الذرة والعناصر اختلف اختلافا عميقا عن المفاهيم الحديثة؛ نظرا لتصديقه في عملية التحويل. وأما الثاني فهو أن تعريف بويل للعناصر لم يشر إلى قيامه بأي تجارب علمية. على النقيض، كان تعريف لافوازييه للعناصر (المواد البسيطة) الذي جاء لاحقا بأكثر من قرن قابلا للاختبار؛ إذ كانت المادة تعد عنصرا إذا لم يكن من الممكن «تبسيطها» كيميائيا:
19
ومن ثم، بينما تمضي الكيمياء نحو الكمال من خلال تحليل المواد ثم تحليل النواتج إلى مواد أبسط وهكذا، يكون من المستحيل الجزم بالموضع الذي ستنتهي عنده، وهذه الأشياء التي نفترض في الوقت الحالي أنها بسيطة، قد يكتشف عما قريب أنها غير ذلك تماما. كل ما نستطيع الجزم به عن أي مادة هو أنها يجب أن تعتبر عنصرا بحكم معرفتنا الراهنة، وحسبما يقضي ما استطاع التحليل الكيميائي التوصل إليه حتى الآن.
شكل 4-4: صفحة العنوان من الطبعة القارية الصادرة عام 1668 من كتاب «الكيميائي المتشكك». ماذا يجري هنا؟! لقد هدم بويل المتناقضات، والعناصر الأربعة، والمبادئ الثلاثة، لنرى هذه الصورة المحيرة التي تزين صفحة عنوان هذه الطبعة المترجمة. ولنا أن نتخيل رغبة الناشر أرنولد ليرز في بيع كتاب جاد بأساليب مثيرة. ولنا كذلك أن نتخيل رد بويل المستاء لدى تسلمه نسخته المجانية التي ربما قال عند تسلمها شيئا من قبيل: «إنني لست سعيدا»، ليسبق بذلك الملكة فيكتوريا التي قالت العبارة نفسها بقرنين.
في النهاية، لا يمكنني مقاومة إغراء عرض صورة صدر الكتاب (الشكل
صفحه نامشخص