إن دفع الجنود لمواجهة حتفهم تحت مخاطر غير محسوبة، لن يلقى استجابة [ورد تفسير آخر للعبارة نفسها، في نسخة أخرى ، ومفادها «إذا أمر الجنود بالتقدم والاشتباك تحت ظروف غير مواتية للقتال، دون السماح بالتراجع، فلن تكون هناك استجابة حتى لو كانوا في شجاعة القائد المغوار ...»] حتى لو كانوا في جرأة وشجاعة المقاتل المغوار «منغ بن» (أشهر الشجعان في الأساطير الصينية). إن توجيه أوامر مستحيلة التنفيذ إلى جنود عاديين [كذا] يكاد يشبه مطالبة تيار النهر بالجريان في عكس اتجاهه، فمن ثم، كان من الواجب، في المعارك، أن تدار الأمور على أساس تحقيق أقصى استفادة في ظل الأوضاع القائمة، (وبهذا المعنى، يمكن ...) تعزيز القوات التي حققت الانتصار، بينما يتم تغيير الوحدات التي لاقت الهزيمة، وتمنح القوات التي أصابها الإعياء نصيبا من الراحة، وتجري زيادة تعيينات المياه والمؤن الغذائية للقوات التي أنهكها الجوع والعطش، فبهذا تتسابق القوات إلى المعارك وتقتحم الأهوال وهي تدوس في طريقها مكامن الخطر [حرفيا: وهي تطأ بأقدامها نصال الرماح القواطع]، كأنها تيار نهر دافق، سريع الجريان باتجاه المصب، يطيح بالأحجار المعترضة مجراه، ويتقاذف السفن الراسيات، فإذا أمكن (للقائد) الفوز بقلوب ومشاعر الجنود، فسيجدهم طائعين منضبطين مسارعين إلى تنفيذ الأوامر (كأنهم تيار نهر جارف، يكتسح في طريقه كل العقبات).
القاهرة في أول فبراير 2010م
صفحه نامشخص