إن مدينة قائمة على هضبة مرتفعة، تشرف من زواياها الأربع على منخفض من الأرض، تدخل في عداد المدن المنيعة التي يصعب اقتحامها، فليس ثمة موجب لذلك، ومدينة تتخللها تلال جبلية متعرجة ومتصلة، ستقف عقبة كأداء في طريق الهجوم.
إذا رابطت قوات العدو في موقع (على طريق زحفها) مكشوف من كل الأركان، لا تحيط به ممرات أنهار كبرى أو فروع جداول وقنوات، فهي هدف سهل للإغارة، خصوصا إذا كانت قد فقدت حماستها للقتال بعد أن تحطمت معنوياتها. إن مدينة تتكئ أسوارها الخلفية على حواف منخفض عميق من الأرض، وتخلو أجنابها من ستائر جبلية واقية، يمكن أن تكون هدفا للاختراق بكل سهولة، فلا بد عن مهاجمتها، فإذا كان موقع المدينة (المستهدفة بالهجوم) فوق أرض مجدبة، لا زرع فيها ولا نبات، فهي مدينة أنثوية [كذا، بتعبير المؤلف، حرفيا]، ومن الممكن مهاجمتها، وإذا ما كانت مياه الشرب المتوافرة لدى العدو بأرض جافة شحيحة المقدار، عزيزة المنال، فهي أرض يسهل اختراقها، وعندما تقع إحدى المدن وسط أرض مليئة بالمستنقعات، دون أن تحيط بها وديان عميقة أو أخاديد ممتدة أو تلال جبلية متصلة، فهي مدينة أنثى يسهل اقتحامها، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على أية مدينة يمكن أن تقع وسط جبال تكتنفها من كل جوانبها، لكنها تقبع مكانها دون أن تحيط بها أخاديد أو وديان أو تلال جبلية متصلة فوق بقاعها، تمدها بأسباب الأمن، فمثل تلك المدينة تصير سهلة الاختراق، ولا ينبغي أن تفوت فرصة مهاجمتها. كما أن مدينة تشرف واجهتها على جبل منيع، ويطل ظهرها [كذا] على واد جبلي عميق، (فتبدو) كأن سدا شامخا يقف قبالتها وجرفا مخيفا ينخفض عند ذيلها، يمكن أن تعد سهلة الاقتحام، فلا بد من مهاجمتها.
الفصل الثالث عشر
القواعد الخمس والمغانم التسعة1
[فراغ]، ثم تصل التعزيزات لكنها لا تلبث أن تلقى الهزيمة، كسابقتها؛ ولذلك استقرت القاعدة العسكرية التي تنص على عدم إرسال أي مساندة أو تعزيز لقوات تبعد مسافة تزيد عن خمسين «لي»، فما بالك بقوات تبعد [فراغ] مئات «لي» (ومن ثم، ف...) المسافة بين التشكيلات والنقاط التي تقصدها التعزيزات، هي المعيار الحاسم في تقرير منح المساندة من عدمها، وعلى هذا الأساس، قام المبدأ العسكري الذي ينص على الامتناع عن الدخول في حرب طويلة الأمد مع عدو يملك من مقادير الحبوب كميات ترجح بها كفة مخزونه من الغذاء، كما لا ينبغي الدخول في حرب (تلاحم مباشر) مع طرف يملك العدد الأوفر من المقاتلين، [فراغ]، ولا يجب أيضا خوض معارك مع عدو يتفوق في درجة الاستعداد والتدريب للقتال.
إن التقدير الجيد لهذه المبادئ الخمسة هو الذي يمكن القوات من الدخول إلى ساحة مائة معركة والانتصار في مائة حرب. ثم إن الاشتباك في معارك باستخدام القوات، يتطلب الاستيلاء على تسعة مغانم، وهي: (1) الاستيلاء على مخازن الحبوب. (2) الاستيلاء على مصادر المياه. (3) الاستيلاء على المعابر. (4) الاستيلاء على طرق المواصلات الرئيسية. (5) الاستيلاء على المواقع ذات الأهمية الجغرافية. (6) الاستيلاء على السهول. (7) [فراغ]. (8) [فراغ]. (9) المناطق ذات الأهمية القتالية بالنسبة للعدو. فتلك هي المغانم التسعة التي تمكن من قهر العدو وتحقيق النصر.
الفصل الرابع عشر
التمركز والانتشار1
[فراغ]، [(اعلم) أن تمركز القوات ...] أفضل من نشرها، وأن وافر القوة أفضل من هزيل الضعف، وأن المباغتة بالهجوم على العدو، أفضل من الإغارة المعتادة، وأن التحركات السريعة أفضل من التقدم البطيء، وأن كثرة الحشود أحسن من الاقتصاد في أعداد الجنود، وأن (استعادة اللياقة بواسطة ...) الراحة والاستجمام، أبقى من (تبديد الطاقة ب...) الإعياء والإنهاك. (وليكن الظرف هو الحاكم ...) فليكن التمركز هو المفروض إذا بدا أنه الأنسب، وإلا فلتنتشر القوات، إذا كان ذلك هو الأجدى، وكذلك فالظرف القائم هو الذي يحدد مدى ملاءمة زيادة الحشد، أو تقليص أعداد القوات، ويحدد أيضا سرعة المباغتة أو التمهل في الهجوم، مثلما يقرر كذلك سرعة التحرك أو بطء التقدم، وكثرة الحشد أو الاقتصاد في القوة، بالإضافة إلى مدى ملاءمة الراحة والاستجمام مقابل الكد واستفراغ كامل الطاقة والجهد.
على أن الظروف قد تفرض الانتقال إلى النقيض، (ومثلا)، قد يتحول التركيز إلى انتشار، والقوة إلى ضعف، وخطوط التحرك القصيرة إلى عبور طرق وممرات طويلة، والسرعة إلى بطء، وكثرة الحشود إلى ندرة في أعداد الجنود ، والراحة إلى إرهاق ومشقة زائدة. (واعلم أنه لا ينبغي ...) العمل على تمركز القوات في مواجهة عدو شديد الكثافة، ولا يجب أبدا اللجوء إلى نشر القوات في مواجهة انتشار آخر بالجهة المقابلة، ولا حشد بجيوش قوية، قبالة جيش بنفس الدرجة من القوة، ولا قوات ضعيفة قبالة مثيلتها، ولا سرعة تحرك مقابل ما يساويها، ولا بطء تقدم مقابل نظيره، ولا كثرة حشود أمام قوات كثيفة العدد، ولا ندرة جنود أمام مثيلتها. كما لا يصح أن تواجه قوات نالت قسطا من الراحة، ولا أن تجابه أعداء أخذوا نصيبهم من الاستجمام، ولا جيوشا أضناها القتال بأخرى فتك بها الإعياء وفرط المشقة.
صفحه نامشخص