ولقد لخص الأستاذ إردمان هذه النظرية في كتابه «تاريخ الفلسفة» تلخيصا آثرنا نقله هنا، فقال بأن النتيجة التي تترتب على القول بأن كل «المعرفة» إدراك بالحس
Sense Perception ، وأن كل إدراك بالحس إنما «ندرك» به كيف أثر فينا ذلك الإدراك، تحصر «معرفتنا» في الوقوف على حالات «الوعي» أو الشعور
Cousciousness
الكائن في تضاعيفنا، وعلى هذا يكون إدراك حالات الوعي النفسي وأسبابها، كل ما في مذهب أرسطبس من علاقة بالطبيعة.
وكل حالات الوعي أو الشعور إنما ترجع إلى ثلاث صور: فإما عنف، وإما اعتدال، وإما لا حركة البتة، والصورتان الأولى والثالثة تضادان الثانية، ومثال ذلك حالتا الألم والجمود وتضادهما مع اللذة.
فأية حالة من حالات هذا الوعي يجب علينا أن ننشد، وأيها يجب أن نتنكب؟ ولقد نجد الجواب على هذا السؤال صريحا في القسم الأدبي من مذهب أرسطبس، فإنه قضى «للذة» التي قال بأنها «الخير» الصرف الذي ينشده الإنسان.
وعلى الرغم من هذا فليس في مستطاعنا بحال من الأحوال، أن نكتنه الأسلوب الأمثل الذي اتبعه أرسطبس في تحديد اللذة وتعريفها، وجل ما نعرف أنه نظر في اللذة على أنها حركة لطيفة
Gentle Motion
تقتحم طريقها إلى الشعور أو الوعي
Consciousness .
صفحه نامشخص