بعد موت سقراط تكونت عدة مذاهب فلسفية، ادعت كل منها أنها تقوم على مبادئه وتعاليمه. على أن الاختلاف الملحوظ بين هذه المذاهب عند مقارنة بعضها ببعض، يدل على مقدار ما في المبادئ التي قامت عليها من حاجة إلى التحديد والضبط،
13
كما يقول دراپر.
ويعلل الأستاذ سدجويك سبب الاختلاف الذي قام بين المذاهب السقراطية تعليلا يخالف تعليل الأستاذ دراپر، وعندي أنه أقرب إلى الواقع، بل لا نغالي إذا قلنا بأنه الواقع، فقد قال في كتابه «تاريخ الأخلاق» ص24-31 ما يلي:
لما قال سقراط بأن حياة الإنسان العقلية يجب أن تتجه نحو الحصول على ما هو خير، لم يحدد ما هو الخير الحقيقي، وماذا يمكن أن يكون.
ولا شك في أن هذا القول فتح باب الاختلاف بين المذاهب السقراطية في تقدير ما هو «الخير الأسمى»، كما جعل للدعوى التي ادعاها أصحاب كل مذهب، من أنهم لم يخرجوا على مبادئ الأستاذ الأعظم أساسا تقوم عليه.
كان من بين هؤلاء المتقلدين إقليدس الميغاري مؤسس المدرسة الميغارية في الفلسفة اليونانية (399ق.م) وعلى الرغم من أنه كان من تلاميذ سقراط فإنه درس الفلسفة الإلياوية
Eleatic Philosophy .
14 •••
وقد يشتبه إقليدس الميغاري بإقليدس الرياضي على الكثيرين، وهنا يجب أن ننبه على أن الأخير فيلسوف رياضي علم في الإسكندرية حوالي سنة 300ق.م، ويعتبر أول من وضع أساس المدرسة الرياضية.
صفحه نامشخص