فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

یمنی طریف الخولی d. 1450 AH
167

فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

ژانرها

في أية مرحلة من مراحل البحث، حاول أن تكون المشكلة واضحة بقدر الإمكان، وراقب أسلوب تغيرها، واجعلها أكثر تحديدا، ولتكن النظريات المختلفة التي تأخذ بها، واضحة بقدر الإمكان.

يمكن تلخيص هذا: وضوح موقف المشكلة. (د)

ولتكن حذرا من أننا جميعا نأخذ بنظريات دون وعي، نسلم بها على الرغم من أن معظمها قد يكون خاطئا، فحاول مرة ومرة أن تعيد صياغة النظرية التي تتمسك بها وأن تنقدها، بل وحاول أن تبني نظريات بديلة، وحتى تلك النظريات التي تبدو أمامك وكأنها الاحتمال الوحيد، اعتبرها علامة على أنك لم تفهم لا النظرية ولا المشكلة التي تعنى هذه النظرية بحلها.

يمكن تلخيص هذا: الفهم التام للبناء المعرفي فهما نقديا. (ه)

بقي عليك أن تنظر إلى التجارب دائما على أنها اختبارات لنظريتك، ومحاولات لاكتشاف خطئها أي لتنفيذها، وإذا أيدت النتائج والملاحظات نظريتك، فلتتذكر أن هذا ليس تأييدا بقدر ما هو إضعاف لبديلها المناقض، ولعله بديل لم تفكر فيه أبدا.

52

يمكن تلخيص هذا: التأكيد على أهمية التكذيب والنقد، ولكن دعوة بوبر للعالم الشاب هنا إلى نقد نظريته، والمحاولة المستمرة للبحث عن مواطن خطئها كي يتوصل إلى النظرية الأفضل، تبدو وكأنها قد استحالت إلى دعوة العالم إلى أن يشن الحرب على النظرية، ولا يرحمها أبدا، وإذا أخطأتها الضربة، فليجعلها تصيب نظرية أخرى تقف معها في نفس موقف المشكلة!

كل ذلك من أجل دعوة بوبر الحارة لأن يكون طموح العالم دائما هو أن يفند نظريته ويضع الأفضل؛ لأن هذا أفضل من أن يدافع عنها، بينما التفنيد أمر واقع لا محالة، والواقع أن هذه دفعة قوية للعالم الشاب، كي ينجز أكثر وأسرع، ولا يستكين إلى نظرية اعتقد أنها ناجحة، وشبيه بنصيحة بوبر هذه، نصيحة جورج ديهاميل إلى الأديب الشاب، في كتابه «دفاع عن الأدب» الذي ترجمه إلى العربية محمد مندور؛ حيث يقول ديهاميل: «سأفكر أيضا - عندما أهمس بنصيحتي - في النجاح الملتوي المخاتل، ذلك الذي يثني يوما بعد يوم عن مدى أهداف، ويقلم من أظافره وأجنحته، حتى يزج بقدميه في رفق إلى مباذل المجد، سأفكر في هذا النجاح الذي ينال من الشجاعة الحقيقية برضاب قبلاته السامة، كما يجف دماء الحياة، احذر النجاح، كل نجاح باب يغلق، كل نجاح أمل يكبل، كل نجاح مستقبل يقبر، كل نجاح عدو لي.

نعم، احذر النجاح ... احذر هجماته واحذر مكايده، احتقر النجاح، ولكن كيف تحتقره إذا لم تكن قد سيطرت عليه.»

53

صفحه نامشخص